أهداف
التوجيه المهني[1]
يسعى
التوجيه المهني إلى تحقيق الأهداف التالية:
توجيه
الذّات (Self –
direction):
ويعني
اكتساب الفرد القدرة على توجيه وإرشاد ذاته دون الاعتماد على شخص آخر، إلاّ ما كان
من مساعدة فنية يطلبها حتى يصبح أكثر إدراكا لحقيقة نفسه وللعالم المحيط به. وبذلك
يصبح توجيه الذات قائما على أساس الحرّية في اتخاذ القرارات وتحمل مسؤولية نتائجها،
ويصبح التوجيه ليس مسألة مواجهة مشكلة، ولكنّه يصبح عبارة عن عملية تعلّم، وتكوين
اتجاهات وفلسفة في الحياة تقوم على أساس اعتبار جميع العوامل العقلية والانفعالية
الفردية، والعوامل المادية والاجتماعية والاقتصادية المحيطة بالفرد.
تحقيق
الذّات (Self
– actualization):
أي
الوصول إلى أقصى درجة من درجات النمو، هذا النمو الذي يقارب بين الذات كما هي،
والذات كما يتصوّرها الفرد .
يقول
كارل روجرز Rogers، إنّ الفرد لديه دافع أساسي يوجّه سلوكه وهو
دافع تحقيق الذات، ونتيجة لوجود هذا الدّافع فإنّ الفرد لديه استعداد دائم لتنمية
فهم ذاته ومعرفة وفهم وتحليل نفسه وفهم استعداداته وإمكاناته، أي تقييم نفسه
وتقويمها وتوجيه ذاته.
تحقيق
التكّيف (Adaptation –Actualization):
أي
تناول السّلوك والبيئة الطبيعية والاجتماعية بالتغيير والتعديل حتى يحدث التوازن
بين الفرد وبيئته، وهذا التوازن يتضمن إشباع حاجات الفرد ومقابلة متطلبات البيئة،
ومن أهم مجالات التكيف ما يلي :
أ/
التكيّف الشّخصي (Personal Adaptation):
أي
تحقيق الرضا عن الذات وإشباع الدوافع والحاجات الداخلية الأولية والفطرية والعضوية
والفيزيولوجية والدوافع الثانوية المكتسبة، وكذلك التكيف مع مطالب النمو
.
ب/
التكيّف التربوي (Educational Adaptation):
عن
طريق مساعدة الفرد في اختيار أنسب فرع دراسي في ضوء قدراته وميوله وإمكانات البيئة
المحيطة، بما يسهم في تحقيق النجاح الدراسي والتكيف فيه .
ج/
التكيّف المهني (Vocational Adaptation):
من
خلال مساعدة الفرد على الاختيار المناسب للمهنة والاستعداد لها والدخول فيها
وتحقيق النجاح والرضا المهني، أي وضع الفرد المناسب في المكان المناسب له وللمجتمع
.
د/
التكّيف الاجتماعي (Social
Adaptation): ويتضمن
السعادة مع الآخرين والالتزام بأخلاقيات المجتمع ومسايرة معاييره الاجتماعية
وقواعد الضبط الاجتماعي، وتقبّل التغير الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي السليم
والعمل لخير الجماعة، وتعديل القيم مما يؤدي إلى تحقيق الصحة الاجتماعية. وللتكيف
الاجتماعي أربعة أبعاد :
1.
البعد الشّخصي:
وهو مجموعة الدوافع والحاجات والانفعالات والعواطف التي تدفع الفرد للقيام بنشاط
اجتماعي معين .
2.
البعد البيئي:
ويتضمن الظروف التي يعيش فيها الفرد، ومنها ظروف الأسرة والمدرسة والعمل
.
3.
البعد المعرفي
والعقلي:
ويتضمن مجموعة الاتجاهات والقيم والعادات الاجتماعية والمثل العليا الموجهة
للجماعة والموحدة لأهدافها .
4.
البعد
الإنساني:
ويتمثّل في طريقة التواصل بين الفرد والجماعة، وبين أفراد الجماعة،كما يتمثّل في
طريقة القيادة والأسلوب الذي يستعمله القائد مع أفراد الجماعة.
5.
الصحة النفسية
(Psychological
Health): وهو الهدف
العام لعملية التوجيه والإرشاد المهني، وهي حالة إيجابية توجد عند الفرد، وتكون في
مستوى قيام وظائفه النفسية بمهماتها، فإذا كانت الوظائف النفسية تقوم بمهمّاتها
على شكل حسن ومتناسق ومتكامل ضمن وحدة الشخصية،كانت الصحة النفسية سليمة وحسنة، وإن
لم يكن الأمر كذلك كان من اللازم البحث عن أوجه الاضطراب فيها
.
أسس التوجيه المهني :
إنّ
من أهم الأسس التي يجب أن يقوم عليها التوجيه المهني ما يلي :
-ميول
الطفل ورغباته: حيث يجب أن نذكر أن الميول، وإن اتصلت بفطرة الطفل
ووضعه الأسري، وماضيه التربوي وظروفه التي عاش فيها، فإنها برغم ذلك كله ليست
مطلقة الثبات ولا دقيقة التحديد، ولاسيما بالنسبة للأشخاص المتوسطين العاديين؛ ومعنى
هذا وجوب الحذر من رغبات الطفل العارضة، وعدم توجيهه مهنيا إلا بعد دراسة دقيقة
لميوله ورغباته والتفريق فيها بين ما هو عارض مؤقت، وبين ما هو أصيل عميق الجذور، ويجب
ألا ننسى أن الميول والرغبات تتأثر بالظروف تأثرا كبيراً، ولذلك فقد لا تكون رغبات
الطفل معيارا لتوجيهه مهنيا، وهي في كلّ حال ليست المعيار الوحيد
.
ذكاء
الطفل وقدراته ومواهبه: وهي أهم أساس مفرد للتوجيه المهني، وقد
قام علماء النفس بالتوصل إلى روائز اختبارات تحدّد لنا قدرات الطفل وقابلياته بشيء
كثير من الدقة، ولذلك كان من واجب المدرسة ومؤسسات التوجيه المهني أن تتعاون في
تحديد هذه القابليات والقدرات المتوفرة عند الحدث الفرد وأن توجّهه نحو المهنة
التي تناسب هذه القدرات .
رغبات
الأهل:
وهي من الأسس الهامة، ولكنها كثيرا ما تكون مبنية على أسس أبعد ما تكون عن حسن
التقدير وصحّة الحكم، وهذا قد يرجع بدوره إلى نقص في معلومات الأهل، وعدم امتلاكهم
العناصر اللازمة لصحّة الانتقاء، ولذلك كان من واجب السلطات المدرسية ومؤسسات
التوجيه المهني واختصاصييه أن يوفروا المعلومات التي يحتاج إليها الأهل في الحكم،كما
أنّ من واجبهم تبصير بما لكل عامل وما عليه واقتناعهم بأفضلية هذه أو تلك من المهن؛
أمّا الأجور وما يتصل بها من سوق العمل فعامل هام، حيث أن النجاح يقاس بمقدار
الدخل وثباته وكثرة الطلب، وما إلى ذلك من عوامل مادية هامة، بيد أنّ سوق العمل
ومسألة الأجور مسألة اقتصادية معقدة متغيرة، ولا بد لفهمها من خبرة ومعرفة لا
تتوفر للأهل العاديين، إلا إذا شُرحت لهم بكثير من الصبر والتبسيط والإقناع عن
المفتاح للقناعة، وبالتالي للرضا والتعاون .
حاجات
المجتمع:
من البديهي، أنّه من واجب مؤسسات التوجيه المهني ووظائف الموجّه المهني ألا يكتفي
بالاهتمام بالفرد ورغباته وميوله ومصلحته بل لا بد له إلى جانب ذلك كله من
الاهتمام بالمجتمع ومطالبه وبطلبات أرباب العمل من أهل القطاعين العام والخاص
.
مطالب
المهنة وشروط النجاح فيها: إنّ من واجب الموجّه أن يوفّق بين
مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع ومصلحة المهنة وحاجاتها، ولقد درس العلماء المهن
المختلفة وعينّوا القدرات والقابليات اللازمة للنجاح فيها، ووضعوا بذلك جداول
وتصنيفات لا بدّ من أخذها بعين الاعتبار .
أساليب التوجيه والإرشاد المهني :
تطوّرت
أساليب الإرشاد والتوجيه المهني وغيره من فروع الإرشاد والتوجيه بتطور الصحة
النفسية وعلم النفس والخدمات النفسية الفردية ونظرياتها، وسوف نأتي فيما يلي على بيان
وعرض هذه الأساليب على النحو التالي :
1.الأسلوب المباشر في التوجيه (Directive Approach):
1.الأسلوب المباشر في التوجيه (Directive Approach):
ويطلق
على هذا الأسلوب اسم الأسلوب التقليدي أو المفروض على المرشد أو المتمركز حول
الحقيقة أو المتمركز على المرشد وغير ذلك، ويستخدم هذا الأسلوب الاختبارات
والمقاييس كثيرا في عملية التشخيص وتحديد المشكلة، حيث يركّز على الحقائق
الموضوعية أكثر من المعنى الانفعالي المرتبط بها عند المسترشد؛ ويعتقد أصحاب مدرسة
الإرشاد المباشر أن من حق المرشد أن يناقش المسترشد في قراراته التي يرى أنها غير
سليمة، ويحثَّه على إعادة النظر فيها، ومع كل هذا يعتبرون أن الطالب هو المسؤول عن
اختيار قراراته بمساعدة المرشد .
ويمكن
تحديد خطوات الأسلوب المباشر كما حددها وليامسون (E.
G. Williamson) بست
خطوات هي:
أ-
التحليل: ويقصد
به جمع المعلومات والبيانات عن المسترشد لفهمه وفهم مشكلته ثم تحليل هذه المعلومات.
ب-
التنسيق أو التركيب: وذلك بقصد تنظيم وترتيب وتلخيص
المعلومات التي جمعت بعد تحليلها بشكل يؤدي إلى الكشف عن نواحي القوة والضعف
ودواعي تكّيفه من عدمه .
ج-
التشخيص:
أي توصُّل المرشد إلى معرفة أسباب المشكلات التي يعانيها المسترشد
.
د-
التنبؤ بالنتائج: حيث يتنبأ المرشد من دراسة الحالة بالمراحل التي
ستتطور إليها مشاكل الفرد فيما بعد، في ضوء مدى حدّتها وسهولة أو صعوبة حلِّها
.
ه-
الإرشاد الفردي: أي تفسير المعلومات وتحويل السلوك الانفعالي إلى
سلوك منطقي عقلاني، واتخاذ القرارات واقتراح الحلول للمشكلة وإقناع المسترشد
.
و-
المتابعة:
وهي تتضمن مساعدة المسترشد على حلِّ مشكلاته التي تواجهه في المستقبل سواء أكان
لها صلة بمشكلته أم كانت مختلفة عنها، وتأتي هذه المرحلة بعد انتهاء المرشد من
عملية الإرشاد .
ومن
الوسائل الفنية التي يتبعها المرشد لتشجيع المسترشد على الكلام، وفي إرشاده:
الاستفسار، التعضيد، النقد، التفسير والإيحاء، النصح والإقناع
.
2.الأسلوب
غير المباشر في التوجيه (Non-
Directive Approach):
وتأتي هذه
التسمية من جعل الفرد مركز اهتمام المرشد لا المشكلة كما في الأسلوب المباشر، ويسمى
هذا الأسلوب المتمركز حول الذات لكونه يحمل اسم النظرية التي يستمد منها، وهي
نظرية الذات لصاحبها كارل روجرز (Carl Rogers).
ويعتمد
هذا الأسلوب على إقامة علاقة إرشادية وتهيئة جوٍّ نفسي آمن يمكّن المسترشد من أن
يحقق أفضل نمو نفسي، أي أن الهدف ليس مجرد حل مشكلة المسترشد .
3.أسلوب الإرشاد الاختياري أو التوفيقي:
ويسمى
هذا الأسلوب بالأسلوب الاختياري، على أساس أن المرشد يختار من كلا الأسلوبين ما
يناسبه ويناسب حالة الطالب، وسمي كذلك بالأسلوب التوفيقي، لأنه يوفق بين الأسلوبين
المباشر وغير المباشر ويتغاضى عن الاختلافات بينهما.
ويقف
أتباع هذا الأسلوب في منتصف الطريق بين الأسلوبين السابقين، ويفسِّرون اتجاهاتهم
بما يلي :
أ. أنّ
لكل طريقة مزاياها وترجيح إحداها على الأخرى لا يزال في حاجة إلى مزيد من الدراسة
والبحث .
ب. أنّ
هناك حالات يصلح فيها الأسلوب المباشر وحالات يصلح فيها الأسلوب غير المباشر، والطريقة
المُثلى هي الجمع بين الأسلوبين، فبعضهم يرى أن الإرشاد المباشر أجدى في الإرشاد
والتوجيه المهني، في حين أن الإرشاد غير المباشر أجدى في المشكلات الانفعالية
والاجتماعية والتكيفية .
والأسلوب
الاختياري يعني انتقاء العناصر المطلوبة من عدد النظريات المختلفة وصهرها معا في
تركيز أكثر فائدة من أي عنصر منها مفردة، ويجمع هذا الأسلوب بين القياس الموضوعي
للفرد وتشخيص مشكلته من جهة، وبين إتاحة الفرصة له للتعبير والتنفيس واقتراح
الحلول المختلفة والموازنة بينها .
وبالتالي
فإنّ نجاح الأسلوب الاختياري يتوقف على عدد من العوامل أهمها :
1.مهارة
المرشد في استخدامه .
2.مشكلة
المسترشد وطبيعتها .
3.شخصية
المسترشد وأسلوبه ومستواه .
4.الإرشاد
الفردي: أو المساعدة الفردية، وهو قيام المرشد بإرشاد فرد واحد (مسترشد) وجها لوجه
في جوٍّ يتسم بالثقة والتقبّل والتسامح، أو هو لإرشاد مسترشد واحدٍ وجها لوجه في
كلِّ مرّة، وتعتمد فاعليته على العلاقة الإرشادية بين المرشد والمسترشد، أي أنها
علاقة مخططة بين الطرفين .
ويستخدم
الإرشاد الفردي مع الحالات التالية:
1.مشكلات
لدى الفرد في مجال التكّيف المهني أو الدراسي أو الاجتماعي أو الأسري.
2.مشكلات
الإنجاز الدراسي أو المهني.
3.المشكلات
التي يغلب عليها الطابع الفردي والشخصي كما في حالات المشكلات الجنسية.
4.اضطرابات
نفسية أو سلوكية .
5.الحالات
التي لا يمكن تناولها بفاعلية عن طريق الإرشاد الجماعي .
وتعتمد
فعالية الإرشاد الفردي على العلاقة الإرشادية المخطط لها بين المرشد والمسترشد في
الإرشاد المهني. ومن الصعوبات التي تعترض عملية الإرشاد الفردي، نجد أنها تتلخص
بما يلي :
أ)
صعوبات التشخيص .
ب)
صعوبات من المرشد .
ج)
صعوبات من المشكلة ذاتها .
د)
المقاومة في أثناء الإرشاد .
ه)
عناد المسترشد .
5.الإرشاد
الجماعي: وهو إرشاد عدد من المسترشدين (الطلاب أو العمال) الذين تتشابه مشكلاتهم
في جماعات صغيرة، تقوم بينها قنوات اتصال (إرسال واستقبال) الهدف منه اندماج
الأعضاء في النشاط الجماعي وتكوين القدرة على فهم أنفسهم ومشكلاتهم والتعاون فيما
بينهم على تجاوز هذه المشكلات واقتراح الحلول المناسبة لها .
ويستخدم الإرشاد الجماعي في معظم فروع الإرشاد ومنها /الإرشاد المهني والمدرسي والنفسي والأطفال والأسري والزواجي... إلخ.
ويستخدم الإرشاد الجماعي في معظم فروع الإرشاد ومنها /الإرشاد المهني والمدرسي والنفسي والأطفال والأسري والزواجي... إلخ.
ويستخدم
في الحالات التالية في الإرشاد المهني :
1.الإرشاد
المهني في المدارس .
2.الإرشاد
المهني في المؤسسات المهنية .
3.إرشاد
أولياء أمور الطلاب لمساعدتهم في إرشاد أولادهم دراسياً ومهنياً
.
4.المشكلات
المشتركة من مثل مشكلات التوافق الاجتماعي والمهني .
5.حالات
التمركز حول الذات والانطواء والخجل والشعور بالنقص .
6.حالات
التحويل الذي يطرأ في الإرشاد الفردي .
7.استخدامه
وقائيا لمنع تطوّر المشكلات التي تواجه الأفراد، سواء أكانت تلك المشكلات مهنية أو
دراسية أو نفسية...إلخ.
ومن
أهم أساليب الإرشاد الجماعي في الإرشاد المهني :
أ)
المحاضرات والمناقشات الجماعية .
ب)
السيكودراما أو التمثيل النفسي المسرحي .
ج)
السوسيودراما أو التمثيل الاجتماعي المسرحي .
ومن
المآخذ على أسلوب الإرشاد الجماعي :
1.شعور
بعض المسترشدين بالخجل حين الكشف عن مشكلاتهم والتحدث عنها أمام زملائهم
.
2.لا
يُعدّ الفرد جوهر عملية الإرشاد، كما في الإرشاد الفردي، بل يكون التركيز على
الأعضاء .
3.لا
تلقى المشكلات الخاصة بالعضو أي اهتمام من جانب المرشد، بل يتركز الاهتمام على
المشكلات العامة للأعضاء .
4.قد
يضيع وقت الأعضاء نتيجة دخولهم في مناقشات غير مجدية أحيانا، ولا تخدم الهدف من
عملية الإرشاد .
[1]
Alnashri, T. (2009). أسس التوجيه المهني - مجلة
العلوم الاجتماعية. Retrieved
24 March 2020, from
http://www.swmsa.net/art/s/679/%D8%A3%D8%B3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AC%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%86%D9%8A
التعبيراتالتعبيرات
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.