كيفيّة إعداد المشروع المهني؟

كيفيّة إعداد المشروع المهني؟

 Comment se préparer son projet professionnel ?

تعتبر عمليّة بناء المشروع المهني مفتاح النّجاح والتّألق بالنّسبة إلى طلب الشّغل، وهي عمليّة ملزمة وصعبة بعض الشيء، حيث أنّ الفرد يجد نفسه في موقف المسؤول عن تحديد مساره المستقبلي في تناغم كلّي بين التزاماته الشّخصيّة (العائلة، الأصدقاء، الترفيه...) والمهنيّة. 

ما لا يمكن اعتباره مشروعا مهنيّا :

الرّغبة العابرة في إنجاز عمل ما دون إلمام بمؤهّلاتك وتحديد لأهدافك ؛

البحث عن شغل بهدف العمل لا غير ؛

الاقتصار على ارتفاع الأجر كشرط أساسي في اختيار الوظيفة ؛         

الطّموح المبالغ فيه ؛ 

البحث المتذبذب والمفتقر إلى خيارات واضحة ودقيقة.

ما يعتبر مشروعا مهنيّا :

المشروع المهني تخطيط دقيق ومفصّل، يتمّ إعداده كتابيا، ويقع التّصديق عليه من قبل شخص أو عدّة أشخاص يتمّ اختيارهم للغرض، وهو وثيقة تبرز :

-      إلمامك الدّقيق بسماتك الشّخصيّة ؛

-      معرفتك الواعية للمهارات والقدرات الّتي ترغب في تطويرها ؛

-      رؤيتك الواضحة للمسار المهني الّذي تنوي اتّباعه وما يتطلّبه من مسؤوليــات ومـــوارد وتأهيل وما سيفضي إليه من نتائج ؛

-      إدراكك الدّقيق للمحيط الاقتصادي والثّقافي والإداري الّذي ستعتمده في تحقيق أهدافك.

مراحل بناء المشروع المهني :

يتطلّب بناء المشروع المهني نضجا ذاتيا ومهنيا و علائقيا يمكن ملاحظته من خلال اكتساب الفرد درجة من الثّقة بالنّفس ووضوح الأفكار والطّموح المعقول والتّفتّح الذّهني.

وتعتبر هذه المظاهر والسّمات شرطا أساسيا يتعيّن توافرها قبل الانطلاق في تخطّي مراحل إعداد المشروع المهني والمتمثّلة في :

1.    إعداد الموازنة المهنيّة :

 وذلك بضبط قائمة تحدّد من خلالها :

- الأعمال الّتي تتقنها (مهاراتك الفنّيّة، المشكلات الّتي يمكنك حلّها ...) مع ذكر القطاع الّذي يمكّنك من إثبات نجاحك في هذه الأعمال (حجم المؤسّسة، قطاع نشاطها ...)، وترتيبها حسب رغبتك وميولاتك؛

- الأعمال الّتي يمكنك إتقانها مستقبلا مع ذكر نوع التّكوين أو الخبرة الّتي تحتاج إليها ؛

- الأعمال الّتي يصعب عليك إتقانها لأسباب ذاتيّة أو خارجة عن نطاقك.

2. إعداد الموازنة الشّخصية :

 وهي عبارة عن جرد لـ :

-       سماتك وخصائصك الذّاتيّة (نقاط قوّتك ونقاط ضعفك، ثقافتك، قيمك، اهتماماتك، تطلّعاتك ...)؛

-       الوضع الّذي تطمح إليه (المهنة، المسؤوليّات، الوضع المادي، المنزلة الاجتماعيّة ...)، وكيفيّة بلوغه ؛

-       الصّفات الّتي لا تحبّذها (السّلوك الّذي تنبذه، التّصرّفات الّذي تنفرها ...).

3.    ضبط قائمة بالأهداف الّتي تصبو إلى تحقيقها :

 وذلك بتحديد :

-       المهنة الّتي تريد ممارستها،

-       المهارات والقدرات الّتي ترغب في تنميتها،         

-        قطاع النّشاط الّذي تطمح إلى العمل به،

-        نوع وحجم المؤسّسة الّتي تنوي الانضمام إليها؛

-        درجة المسؤوليّة الّتي تريد الاضطلاع بها.

4.    صياغة المشروع المهني :

تتمثّل الصّياغة في إعداد وثيقة تدوّن بها مختلف البيانات الّتي تمّ التّطرّق إليها في المراحل السّابقة، وذلك بأسلوب يتميّز بالدّقة والوضوح والواقعيّة، ويستجيب لهدف محدّد وهو : إثارة اهتمام القارئ، أي المسئول عن الانتدابات لدى المؤسّسة الّتي ترغب في العمل بها. 

و يستحسن أن تتمّ صياغة المشروع بمساعدة أحد المتخصّصين (مستشاري الإعلام والتّوجيه المهني، وغيرهم من المتخصّصين ...).

مكوّنات المشروع المهني :

تتكوّن وثيقة المشروع المهني أساسا من العناصر الخمس التّالية :

-       عنوان تقدّم من خلاله خدماتك وعنوان فرعي يبيّن قطاع النّشاط الّذي ترغب في الانضمام إليه، والخطط الّتي تنوي التّرشّح لها، ومعلومات مختصرة حول تجربتك المهنيّة و جاهزيّتك ؛

-       حوصلة لما يمكنك تقديمه للمؤسّسة من خدمات وما ترغب في القيام به، وكذلك المؤهّلات الّتي ستمكّنك من إنجازه ؛

-       حوصلة لخبرتك المهنيّة ولإنجازاتك ومبادراتك ؛

-       حوصلة لخبرتك المهنيّة في شكل مكتسبات على مستوى المعارف والمهارات والسّلوك ؛

-       حوصلة لنشاطك الجمعياتي وغير المهني.

التّصديق على مشروعك المهني :

استعن بآراء أطراف من محيطك العائلي و الاجتماعي والمؤسّساتي لمساعدتك على التّصديق على مشروعك المهني :

- أحد الأصدقاء المقرّبين،         

- أحد الزّملاء،

- أحد المتخصّصين في مجال الانتداب والموارد البشريّة،

- أحد الأشخاص الّذين لا يعرفونك جيدا ..

دوّن عند كلّ استشارة :

-       كيف بدا له مشروعك بالنّظر إلى ملمحك،

-       ما الّذي استخلصه من المشروع،

-       ما الّذي بدا له مهمّا وممكنا،

-       ما الّذي بدا له غير مهم وغير ممكن،

ثمّ راجع مشروعك على إثر هذه الملاحظات والآراء، وادخل التعديلات المناسبة إن لزم الأمر.

فوائد المشروع المهني :

-       بالنّسبة إلى طالب الشّغل : يمكّنه من التّعرّف الدّقيق على ذاته وعلى خصائص سوق
            الشّغل، ويساعده على الاندماج الاجتماعي والمهني ؛

-       بالنّسبة إلى العامل : يساعده على تحقيق التّوازن والتّناغم بين حياته المهنيّة
            والعائليّة والاجتماعيّة ؛

-       بالنّسبة إلى صاحب المؤسّسة : يعتبر بالنّسبة إليه مصدرا للابتكار والمسؤوليّة
            والاستقلاليّة. 

أهمّ الهياكل والمراجع الّتي يمكنها مساندتك في إعداد وإثراء مشروعك المهني :

-      مكاتب التّشغيل والعمل المستقل،

-      فضاءات المبادرة،

-      الأشخاص الّذين تثق بآرائهم ونصائحهم،

-      الكتب والمجلاّت المتخصّصة.

المصدر: http://www.emploi.nat.tn/fo/ar/global.php?libre=26&menu