"
حاور النّدوة، محاولين إبراز أهميّة الحاجات الإرشادية ودافع الإنجاز الدراسي في التربية والتعليم، و كذا إلقاء الضّوء على علاقة الحاجات الإرشادية ودافع الإنجاز الدراسي.
حاور النّدوة، محاولين إبراز أهميّة الحاجات الإرشادية ودافع الإنجاز الدراسي في التربية والتعليم، و كذا إلقاء الضّوء على علاقة الحاجات الإرشادية ودافع الإنجاز الدراسي.
و قد استهلّ الدّكتور توفيق سامعي مساعد رئيس قسم علم النّفس مكلّف
بالبحث العلمي النّدوة بمداخلة كان عنوانها"دافع الإنجاز وتطوّر مفهومي
القدرة و الجهد لدى الكائن البشري"، حيث تحدّث المتدخّل عن دافعيّة الإنجاز
لدى الكائن البشري بصفته كائنا تقنيّا منجزا، كما أوضح ماهية العلاقة التفاعلية
بين دافع الإنجاز و كلّ من مفاهيم القدرة، الجهد و الكفاية، و ضرورة توظيف هذه
العلاقة تربويا لما لها من أهميّة. و قد أكّد الدّكتور سامعي في تدخّله على أنّ
دافعيّة الإنجاز هي الفاصل بين الكائن البشري و الكائن الحيواني، على اعتبار أنّ
دافع الإنجاز يعتبر شأنا إنسانيّا يتّصف به الكائن البشري بامتياز، والمعاش
الوجودي للإنسان يقوم على عناصر أربعة: دافعيّة الإنجاز، القدرة، الجهد و الكفاية.
كما بيّنت الدّكتورة فيروز زرارقة في مداخلتها الموسومة
بـ"الدّافعية للإنجاز: المفهوم و الأبعاد" مختلف الفروق الموجودة على مستوى المفاهيم
المتعلّقة بالدّافع للإنجاز، حيث نجد مفهوم الرّغبة/ الحافز/ الدّافعيّة/ الرّغبة/
الحاجة/الطّموح... و كلّها مفاهيم مرتبطة
بالدّافع للإنجاز و مترابطة معه. فالدّافعية بصفة عامّة تعبّر عن الحالة التّي يعيشها الفرد، حيث تعمل على
استثارة السّلوك و تنشيطه وتوجيهه نحو هدف معيّن. كما أنّ أثر الدّافعية يتلخّص
في وظيفتين: الوظيفة التنشيطية أو الاستثارية و الوظيفة التوجيهية أو التنظيمية.
حيث ينشّط الدّافع السّلوك و يستثيره، و يبعث فيه الطّاقة اللازمة لأداء الفعل،
كما يساعد على وضوح الهدف بالنّسبة للوظيفة الأولى(الاستثارية)، أمّا بالنّسبة
للوظيفة الثانية(التوجيهية) يقوم الدّافع بتوجيه الكائن الحيّ، و ينظّم سلوكه بحيث
يقلّل من الجهد، و من الوقوع في الخطأ.
و تحدّثت في ذات النّدوة الأستاذة فوزية بن عبد الله عن"الحاجات
الإرشاديّة لدى الطّالب الجامعي" أين أوضحت ضرورة العناية بالحاجات
الإرشاديّة لطلبة الجامعة، و أهميّة توفير الخدمات الإرشاديّة على مستوى الجامعة
الجزائريّة التّي تفتقر لهذه الأخيرة، خاصة و أنّ تزايد عدد الطّلاب و تعقّد
مشكلاتهم يتطلّب تكفّلا خاصا بهم بهدف مساعدتهم على التكيّف و زيادة وعيهم بذواتهم.
و ركّزت الدّكتورة بديعة آيت مجبر في مداخلتها المعنونة بـ"دافع
الإنجاز و التحصيل الدّراسي" على أهميّة الفصل بين دافع الإنجاز الدّراسي و
دافع التّحصيل الدّراسي، حيث على الباحث أن يحذر إذا ما تناول هذين الموضوعين
بالدّراسة، بالنّظر إلى الفروق المميّزة للمتعلّم ذو الإنجاز العالي، و المتعلّم
ذو التحصيل العالي. و قد ذكّرت الدّكتورة آيت مجبر بأهمّ العوامل المؤثّرة في دافع
الإنجاز حسب دراسات الباحثة ونتربوتوم(Winterbottom.M)، و هي: نوعية
القيم السّائدة في المجتمع، الدّور الاجتماعي للأفراد، العمليات التربوية في
النّظم التعليمية للدّولة، التفاعل بين أفراد الجماعة و أسلوب التنشئة الأسريّة
للأطفال.
و في مداخلتها " الحاجات التربوية و أهمّ الخدمات التوجيهية و
الإرشادية في التربية و التّعليم" عادت الأستاذة سعيدة بن عمارة إلى التّذكير
بأسبقيّة الحاجات التربوية عن الخدمات التوجيهية الإرشادية في التربية و التّعليم،
فأساس و هدف أي برنامج إرشادي هو العمل على إشباع الحاجات التربوية للمتعلّمين،
كصعوبات التّعلّم، و العناية بالموهوبين و المتفوّقين و غيرها.
أمّا الأستاذ زيان شامي في مداخلته الموسومة بـ"دافعيّة الإنجاز
و الشّخصية الإنجازية" فقد عاد إلى أوّل من استخدم مفهوم الحاجة إلى الإنجاز(Need
for achievement)، ألا و هو هنري موراي (Murray, H 1938). و قد عرّف موراي الحاجة إلى الإنجاز بأنّها الرّغبة أو الاتّجاه
للقيام بالعمل بأسرع ما يمكن و أحسن ما يمكن. كما عرض الأستاذ شامي جملة من
الدّراسات التّي قام بها الباحث الأمريكي ماكليلاند، و التّي من بينها المقارنة
بين ذوي دافع الإنجاز العالي، و ذوي دافع التحصيل العالي.
و في النّهاية، و بعد فتح المجال للنّقاش قمت بتسجيل مجموعة ملاحظات
على شكل أسئلة موجّهة للسّادة و السيّدات المتدخّلين والمتدخّلات، و جاءت كالتالي:
1. الحاجات
الإرشاديّة نستطيع النّظر إليها من زاويتين:
- تبصّر و وعي الفرد بحاجاته الإرشاديّة (بمعنى وعي الفرد بما يريده-تحقيق معادلة من يريد، ماذا و ممّن).
- تشخيص المُرشد لمكمن الحاجات الإرشادية للمتعلّم وبناء برامج إرشاديّة لسدّ هذه الحاجات.
2. من أهمّ الحاجات الإرشاديّة لدى المتعلّمين نجد المشروع المهني(PP)، فهل يعتبر نقص معرفة المتعلّمين بمشروعهم المهني عائقا للإنجاز؟.
3. من خلال الممارسة التوجيهية الإرشاديّة في قطاع التّكوين و التّعليم المهنيين لوحظ ما يلي:
- كلّما طالت المدّة التكوينية(المرحلة الدّراسية)، زادت الحاجات الإرشاديّة للمتكوّنين، وصار من الضّروري العمل على بناء برامج إرشاديّة و تخطيط برامج التّوجيه والإرشاد الفردي والجماعي لتعزيز دافعيّة الإنجاز(التعلّم) لديهم.
4. ماذا عن علاقة الذّكاء بالدّافعية للإنجاز؟.
5. ماذا عن علاقة العامل الثقافي و الدّيني بدافعيّة الإنجاز؟.
6. كيف نفسّر تأخر الجامعة الجزائريّة مقارنة بدول أخرى في مجال تقديم الخدمات التوجيهية والإرشادية النّفسية و التّربوية الأكاديمية لطلاّبها؟.
- تبصّر و وعي الفرد بحاجاته الإرشاديّة (بمعنى وعي الفرد بما يريده-تحقيق معادلة من يريد، ماذا و ممّن).
- تشخيص المُرشد لمكمن الحاجات الإرشادية للمتعلّم وبناء برامج إرشاديّة لسدّ هذه الحاجات.
2. من أهمّ الحاجات الإرشاديّة لدى المتعلّمين نجد المشروع المهني(PP)، فهل يعتبر نقص معرفة المتعلّمين بمشروعهم المهني عائقا للإنجاز؟.
3. من خلال الممارسة التوجيهية الإرشاديّة في قطاع التّكوين و التّعليم المهنيين لوحظ ما يلي:
- كلّما طالت المدّة التكوينية(المرحلة الدّراسية)، زادت الحاجات الإرشاديّة للمتكوّنين، وصار من الضّروري العمل على بناء برامج إرشاديّة و تخطيط برامج التّوجيه والإرشاد الفردي والجماعي لتعزيز دافعيّة الإنجاز(التعلّم) لديهم.
4. ماذا عن علاقة الذّكاء بالدّافعية للإنجاز؟.
5. ماذا عن علاقة العامل الثقافي و الدّيني بدافعيّة الإنجاز؟.
6. كيف نفسّر تأخر الجامعة الجزائريّة مقارنة بدول أخرى في مجال تقديم الخدمات التوجيهية والإرشادية النّفسية و التّربوية الأكاديمية لطلاّبها؟.
التعبيراتالتعبيرات
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.