رسالة السيد وزيـر التكوين والتعليم المهنيين بمناسبة الانـطلاق الرسمي للسنـة التكوينـية 2016/2017
- السيد الوالي،
-السيد رئيس المجلس الشعبي الولائي،
-السيدات والسادة المنتخبون،
-أسرة التكوين والتعليم المهنيين،
-المتربصون، المتمهنون والتلاميذ،
-شركاء القطاع،
-أسرة الإعلام،
-الحضور الكريم،
يسعدني بمناسبة الانطلاق الرسمي للسنة التكوينية 2016/2017، أن أرحب بكم، شاكرا لكم تقاسمكم معنا أجواء هذا الحدث الهام بالنسبة للقطاع، الموقف الذي سيساهم بدرجة كبيرة في توطيد العلاقات بين المنتسبين إليه وكل الشركاء.
أود أن أرحب بشكل خاص، بالملتحقين للمرة الأولى بالمؤسسات التكوينية من تلاميذ، متربصين ومتمهنين، الذين اختاروا قطاع التكوين والتعليم المهنيين لتحقيق طموحاتهم وآمالهم، وأقول لهم أنهم أحسنوا الاختيار.
لا يفوتني أيضا أن أرحب بالطاقم التقني والبيداغوجي من أساتذة ومكونين وكذلك بالطاقم الإداري، الذين عملوا على إنجاح هذا الدخول التكويني دعما لهدفنا المتمثل في الارتقاء بالقطاع حتى يعزز الدور الاستراتيجي المنوط به والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. كما أرحب كذلك بالمتربصين والمتمهنين والتلاميذ المستمرين، الذين أهنئهم على المجهودات المبذولة وأشجعهم على بذل المزيد.
إن تواجدنا جميعا في هذا اليوم، في رحاب المؤسسة التكوينية، هو ثمرة تحضيرات انطلقت منذ مدة، بتجنيد كل الوسائل المادية والبشرية وبتنظيم حملة إعلامية وتحسيسية مكثفة تجاه مختلف السرائح الاجتماعية لتحقيق دخول تكويني ناجح. فهنيئا لكل من ساهم في هذه العملية، وأخص بالذكر الإعلاميين.
أيتها السيدات أيها السادة،
يأتي هذا الدخول التكويني في ظرف سياسي خاص يميزه تنفيذ أحكام الدستور الجديد المنبثقة عن الإصلاحات العميقة التي قادها فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، منذ سنوات. ويتم هذا الدخول أيضا، في خضم وضع اقتصادي واجتماعي يتميز بأزمة اقتصادية عالمية وتدني أسعار البترول. لقد أدت بنا هذه الوضعية العالمية الجديدة إلى اعتماد نموذج اقتصادي جديد يرتكز على تنويع الاقتصاد الوطني من أجل التخفيف من التبعية الكبيرة للمحروقات.
وفي هذا الإطار، قررت الحكومة ترقية ومنح الأولوية لقطاعات الفلاحة والسياحة والصناعة، لتكون بدائل للمحروقات. كما ترتكز التوجيهات الجديدة للاقتصاد أيضا على تطوير الاستثمار والإنتاج الوطني، وهو الشيء الذي يقودنا إلى تثمين وتحسين تكوين الموارد البشرية الوطنية من جهة، والتأكيد في إطار هذا المسعى، على ترشيد استعمال الوسائل والإمكانيات، من جهة أخرى.
وبالمناسبة يتعين علينا التذكير مرة أخرى، بدور قطاع التكوين والتعليم المهنيين المتمثل في تكوين الموارد البشرية المؤهلة الضرورية للمؤسسة الاقتصادية، والتطور الاجتماعي والاقتصادي للبلاد عامة، هذا من جهة وتمكين الشباب من اكتساب مهنة تسهل اندماجهم الاجتماعي وحصولهم على عمل، من جهة أخرى.
ولتحقيق هذا المسعى، فإننا مطالبون أكثر من أي وقت مضى بترقية تكوين المورد البشري والاستثمار فيه، وفقا للتطورات التقنية والتكنولوجية العالمية في مجال المهن، لهذا يأتي هذا الدخول تحت شعار " النوعية".
لقد سخرت الدولة بمناسبة هذا الدخول، كل الإمكانيات والوسائل الضرورية من منشآت وتجهيزات تقنية وبيداغوجية وكذا التأطير، من أجل الاستجابة للطلب الاجتماعي على التكوين المهني، وضمان النوعية والجودة الضروريتين، من خلال عرض حوالي 430.000منصب تكوين جديد من بينهم 18.000 منصب تابع لمؤسسات التكوين المهني الخاصة.
كما سيتعزز القطاع بوسائل إضافية بمناسبة هذا الدخول، من منشآت وتجهيزات تقنية وعلمية وكذا التأطير وهذا من أجل ضمان تكفل شامل بالطلب الوطني على التكوين المهني.
أيتها السيدات أيها السادة،
تبقى ترقية وتطوير التمهين أحد الأهداف الأساسية التي نصبوا إليها، وهذا ليتحقق إلا بإعطائه عناية خاصة من حيث المتابعة والتنسيق مع مختلف الشركاء الاقتصاديين، مع الإشارة، أننا قد حددنا هدف بلوغ نسبة 60% من التعداد الإجمالي للمترشحين لنيل شهادة في هذا النمط خلال الثلاث سنوات المقبلة.
إلى جانب آخر، تعد ملائمة التكوين المهني مع حاجيات المؤسسات الاقتصادية، من أولويات مخطط عملنا. لهذا، أشجع بشدة المسؤولين في القطاع لإشراك المؤسسة الاقتصادية وكل قطاعات النشاط الأخرى، في تحديد التخصصات المراد فتحها، وفي البرامج ومحتواها وهنا، أريد أن أؤكد على أهمية الدور المنوط باللجنة الولائية للشراكة وتفعيلها. وفي هذا الإطار، يكون إنشاء مراكز الامتياز بالشراكة مع المؤسسات الاقتصادية ذات المرجعية المعترف بها والرائدة في مجال تخصصها، المنطلق الأساسي للتكوين النوعي الذي نريد تجسيده.
فزيادة على ما تم إنشاؤه خلال السنة الماضية، سنعمل على تدعيم وتكثيف هذه المراكز في مجالات مهنية أخرى على غرار، البناء والأشغال العمومية، تكنولوجيات الإعلام الاتصال، الإلكترونيك، الميكانيك، صناعة السيارات...إلخ.
من جهة أخرى، ومن بين العمليات المبرمجة، إعادة النظر في تسيير التعليم المهني، لأنه لا يستجيب للتوقعات والأهداف التي كانت منتظرة منه، بعد إصلاح النظام التربوي الوطني. فيتعلق الأمر بالبحث على تطوير هذا المسار وتمكينه من المساهمة بصفة أفضل في عملية التوجيه إلى ما بعد الالزامي التي تعتبر السبب الرئيسي للتسرب المدرسي في الثانويات.
أسرة التكوين والتعليم المهنيين، بناتي وأبنائي المتربصين والتلاميذ،
إن مجابهة هذه التحديات تتطلب منا مضاعفة الجهد لتحسين آداء منظومة التكوين والتعليم المهنيين، وكسب رهان الجودة والنوعية، لذا يتوجب علينا العمل والتفاني في آداء الواجب، وإن مسعانا مرتبط أيما ارتباط بقدرات المسؤولين والمكونين وفي هذا السياق، أصر على بذل جهد أكبر، وتوفير الجو المناسب لمتربصينا، الأمر الذي سيشجعهم على العمل أكثر والنجاح بتميز وتفوق.
وبالمناسبة، أحيي ممثلي العمال، كونهم مدركين تمام الإدراك، أن استقرار القطاع مبدأ غايته الحفاظ على البيئة التشاورية بتفضيل الحوار والتواصل حيث أظهر هذا المسعى مزاياه وإيجابياته، كونه سهل التكفل بالمشاكل المطروحة من طرف العمال ومكن من ضمان استقرار اجتماعي هادئ ساهم في تحسين آداء هذا القطاع الاستراتيجي.
الحضور الكريم، اسمحوا لي الرجوع لمخاطبة التلاميذ والمتربصين لأقول لهم: أحثكم بناتي وأبنائي على الكد والعمل بدون توقف والإخلاص في التعلم والمعرفة لإتقان الحرفة أو المهنة التي أنتم بصدد تعلمها، أو في خلق نشاط مهني، لضمان مكانتكم بين المجتمع والمساهمة في التنمية الاقتصادية للبلاد.
من المهم القول في هذا الموضوع، أن استراتيجية القطاع فيما يخص ملائمة التكوين مع التشغيل، بدأت تعطي ثمارها، ذلك أن الإحصائيات والدراسات المتوفرة تبرز أن خريجي التكوين المهني المتوجين بشهادة لا يجدون أية صعوبات للاندماج في عالم الشغل أو لإنشاء مشاريع في إطار جهاز الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب.
ولا يفوتني في هذا اليوم المشهود، أن أشجع أبنائي وبناتي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأحيي فيهم الإرادة والعزيمة المتأصلة فيهم، كما أطمئنهم أن قطاع التكوين والتعليم المهنيين في خدمتهم وسيرافقهم في مسارهم التكويني، بتجنيد كل الوسائل المادية والبشرية المتوفرة.
أسرة الإعلام، أيها الشركاء،
للإعلام دور كبير في إبراز أهمية مختلف القطاعات في بناء التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن إسهام الإعلام تجاه قطاع التكوين والتعليم المهنيين يعد أمرا أساسيا من حيث، إيصال المعلومة وتحسيس الشباب للتوجه نحو تعلم مهنة. لذا، أغتنم هذه المناسبة، لأسدي كل الشكر والعرفان لكافة أعضاء الأسرة الإعلامية على الدعم والمرافقة التي قدموها لنا وكذا مساهمتهم للوصول إلى الشباب والتعريف بكل ما يوفره القطاع من فرص للتكوين، مما ساهم في بداية تراجع النظرة السلبية للمجتمع، تجاه الحرف والمهن وللعمل اليدوي والتقني.
وفي الأخير، أجدد شكري لجميع العاملين في هذا القطاع، وللإطارات الآخرين من شركائنا، متمنيا دخولا موفقا وراجيا من المولى عز وجل أن يوفقنا ويسدد خطانا بما فيه الخير واليمن والبركات لشعبنا ولوطننا العزيز.
"وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
صدق الله العظيم-----سورة التوبة الآية 105
الأستاذ محمد مباركي
التعبيراتالتعبيرات
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.