إعادة النظر في ماهية هدف الحياة |
فاروق داي |TEDxJHUDC
Farouk Dey
|TEDxJHUDC
يشجع فاروق
داي المشاهدين على البحث عن الإلهام واتخاذ خطوات جريئة من أجل إيجاد الهدف. تمت
تسمية فاروق داي كأحد أفضل أصوات التعليم في 2018، يعد فاروق داي قائدًا معترفًا
به على المستوى الوطني في دوائر التعليم العالي لقيادته وتقدّمه في التعليم
الوظيفي والتجريبي. بصفته نائب وكيل الجامعة للتعليم التكاملي وتصميم أسلوب الحياة
في جامعة جونز هوبكنز، يقوم فاروق بتطوير خارطة طريق جامعية شاملة تدمج التعليم
المنهجي والتعلم التجريبي مع طموحات وشبكات الحياة لضمان أنّ جميع الطلاب، وطلاب ما
بعد الدكتوراه، والخريجين عبر أقسام الجامعة سوف يحققون هدف حياتهم. مؤلف مقالات
وفصول كتاب ومتحدث رئيسي في مؤتمرات حول العالم، شغل فاروق مناصب قيادية ورئاسة
مجلس إدارة في جونز هوبكنز، ستانفورد، كارنيجي ميلون، جامعة فلوريدا، والرابطة
الوطنية للكليات وأرباب العمل، وجمعية موظفي الكلية الأمريكية وعديد الشركات
الناشئة والمنظمات غير الربحية. وهو حاصل على درجة الدكتوراه و EDS في التعليم، ماجستير في إدارة الأعمال، وماجستير في
علم النفس الاستشاري و
BBA في المالية. تم تقديم هذا الحديث في حدث TEDx باستخدام تنسيق مؤتمر
TED لكن تم تنظيمه بشكل مستقل بواسطة مجتمع
محلي.
تعرف على
المزيد على: https://www.ted.com/tedx
لمتابعة
المداخلة كاملة، اضغط هنا.
ترجمة: Walaa Ali
فبراير 2018.
ماذا
تريدون أن تفعلوا في حياتكم؟، هذا هو السّؤال الذي لا أود أن أسأله لأيّ شخص مجددا.
وهناك سؤال أعتقد أنكم تعرفونه جيدا: ما الذي علي فعله في حياتي؟، إنه سؤال والذي
في اعتقادي يمنع الناس أن ينجزوا في حياتهم. في العشرين سنة من تعليم الطلاب
ومساعدتهم على بدء أعمالهم، تعلمت أن هناك
نوعين من الناس: المهووسين بالتنبؤ
بمستقبلهم، والباحثين عن
الإلهام، الذي يعلمون أنه لا يمكنهم التنبؤ بمستقبلهم، ولكن يمكنهم
التأثير عليه من خلال
حصولهم على الموجهين المناسبين واتخاذ خطوات جريئة. كما ترون،
اتضح أنّ البحث عن الإلهام هو الطريقة الأفضل للانطلاق. ودعوني أخبركم
لماذا؟. عندما أسأل الناس في رحلاتي حول كيفية نجاحهم، خمنوا ما هو
جوابهم الأكثر شيوعا: "صدفة". يخبرونني عن قصص حظهم،
أحداث الصدفة، وعن العلاقات
التي أحدثت تغييرا في حياتهم. دائما ما يبرز
عنصران في قصصهم: خطوة جريئة
قاموا بها بعد لحظة من الإلهام، وشخص أبدى اهتماما بهم. شخص
وجّههم وأرشدهم خلال أوقات الضياع والحيرة، شخص شجّعهم
على اختيار طريق المجازفة. أتعلمون، هذه هي قصتي أيضا. عندما كنت طالبا في المرحلة
الجامعية الأولى، أتذكر أني في عملي
بمكتب المناوبة في إقامتي. في الصباح الباكر عندما كنت أنهي عملي، كنت
غالبا أحيي رئيس المكتب عند دخوله. كان لديه شارب، ويرتدي بدلة رسمية، كان يدخل
حاملاً حقيبة بيده. كان دائما أول شخص يصل إلى المكتب. كان يخيفني
جدا. يوما ما، أخذ استراحة واستدعاني للدردشة، سألني عن حياتي. سألني عن دراستي
وعائلتي واهتماماتي. قادتنا المحادثة إلى أشياء أكثر، وفي النهاية عرض علي التدريب
في المكتب، حيث بدأت
بتعلم كيفية كتابة التوقعات المالية وتقارير الميزانية. خلال سنوات،
عرض علي أدوارا إدارية أكثر في المكتب. وبالنسبة لي،
كان ذلك ما أطلق وظيفة مجدية لي في التعليم العالي. أترون، علاقتي
بـسكوت كانت علاقة
نتيجة التوجيه بالنسبة لي لأنني كنت
أيضا طالبا دوليا. كانت قدراتي اللغوية الإنجليزية متواضعة جدا، ومعارفي
محدودين. كنت أحاول أن أجد لي مكانا في ثقافة هذه الجامعة الجديدة. كان وقتا عصيبا.
كنت محبطا من حجم هذه المؤسسة، من القرارات
التي كانت أمامي. كنت محبطا من الفرص التي كانت
بعيدة المنال بالنسبة لشخص مثلي. تلك العلاقة
وذلك التوجيه صنعا فرقا. وها أنا اليوم أعيش هدف حياتي لأنني كنت قادرا
على المجازفة، ولكن على وجه
الخصوص بسبب شخص أبدى اهتماما ووصل إلي ووجهني، واستثمر في
مستقبلي. إذا سكوت،
أينما أنت اليوم، أريد أن أشكرك. ولكن إذا كان
تحقيق هدف الحياة بهذه السهولة، وكل ما يتطلبه
الأمر هو الحصول على مرشد والتصرف بإلهام، لماذا إذا لا
ينجح كل شخص، ولماذا هذا
السؤال صعب لكل شخص أن يحققه؟، دعونا نحلل ذلك
معا. مشكلة الإلهام
أنه يتلاشى بالسرعة التي يأتي بها. هذه هي المشكلة. مشكلة الإلهام أنّه يتلاشى
بالسرعة التي يأتي بها إلينا. هناك الكثير من الأشياء التي تأتي في الطريق. ضغوط
الحياة تعيق الطريق. ظروف الحياة
تعيق الطريق. الحياة تعيق
الطريق. تحويل الإلهام إلى خطوة جريئة يتطلب كما
هائلا من الانضباط والتركيز. يتطلب تصالحا مع المجازفة وعدم اليقين، يتطلب
إيمانا بقدرتنا، ويتطلب
اقتناعا بأفكارنا، وكي تكون الخطوة جريئة لا بد أن تخيفنا بعض الشيء. يجب
أن تتحدى الأمور العادية حولنا، ثمّ هناك
الإرشاد، هنا يكون التحدي
مع الإرشاد، ليس كلّ أحد باستطاعته أن يكون مرشدا. كان هذا ما تعلّمته خلال مسيرتي.
كي يكون المرشدون فاعلين، يجب أن يكون لديهم ثلاث سمات: يجب أن يكون لديهم الخبرة
والمعرفة كي يقوموا بتعليمنا وتوجيهنا، يجب أن يكون
لديهم الحكمة كي يدعمونا وكي يقدموا
لنا منظورا، ويجب أن يكون
لديهم شبكة معارف كي يصلونا بالفرص. إذا، المأساوي هو أن الطريق إلى
هدف الحياة ليس منصفا للجميع. الأفضلية تلعب دورا في الطريق إلى هدف الحياة. الأفضلية
تلعب دورا في لحظات إلهامنا العرضية. إنها تؤثر على قدرتنا في اتخاذ خطوة جريئة، وأن
نتصرف بإلهام. وتؤثر على قدرتنا في الوصول إلى مرشدين. عندما تضع الأنظمة
التعليمية والأنظمة في المؤسسات العبء على
الشخص للبحث عن توجيه وتحصيل
الخبرة، إنّ ذلك من شأنه أن يحوّل حياتهم، ينتهي بنا
المطاف بثقافة من يملك، ومن لا يملك. المدارس والجامعات على سبيل المثال، تستثمر
في عدد هائل من الموارد والخبرات
الغامرة مثل التدريب
والبحث والدراسة في الخارج. ولكنهم في
الغالب على الهامش من تجربة تعلّم الطالب. الطلاب هم غالبا من يسعون إليهم. المسؤولية
تقع عليهم في العثور على التوجيه، وفي تحصيل الخبرة اللازمة للنجاح. هذه الخبرات
هي أهم من أن تُفقَد. هم الخبرات
التي تحضر الطلاب للانخراط في القوى العاملة، هم الخبرات
التي توسع مدارك الطلاب، وتوسع دائرة
معارفهم. هم الخبرات التي تلهم الطلاب لاتخاذ قرارات
وخطوات جريئة. وفي كلّ يوم، الطلاب الأقل حظا يفوتونهم. الظلم الذي أريد تسليط
الضوء عليه هنا هو: القلة الذين
يميلون إلى الاستفادة الكاملة من هذه الموارد المحيطة يحدث أنهم
الأكثر حظا. لقد تعلموا
منذ الصغر كيفية التنقل في النظم المعقدة. لقد تعلموا
كيفية البحث عن النّصح والدعم. هم مطلعون على لغة وثقافة الجامعة على
أنظمة المدارس. الأوفر حظا هم
أولئك الذين يتم تذكيرهم في كثير من الأحيان للمشاركة في الأنشطة الاختيارية من
قبل والديهم الفاعلين. الآن، لا
تفهموني بشكل خاطئ، أنا أقدر كم
هؤلاء الطلاب فاعلين وداعمين، ولكنني أقلق
على الطلاب الآخرين. أنا أقلق على الطلاب الأقل حظا، وليس لديهم
ذلك المستوى من الإرشاد. أنا أقلق على
الطالب الذي هو الأوّل في عائلته ممن يدخلون الجامعة وليس لديه أحد
يريه كيف ينجح. أنا أقلق على
الطالبة ذات الدخل المتدني، التي تمضي
الوقت بين المحاضرات تفكر في مبلغ
المال الذي يجب أن ترسله لتساعد عائلتها. أنا أقلق على الطالب غير المقيم قانونيا،
الذي يفكر ويقلق حول الاحتمال الحقيقي للترحيل. وأنا اقلق على
الطالب ذو البشرة الملونة، الذي يخوض صراعا حول ما يجب عليه إخفاؤه من هويته فقط
كي يتأقلم. أنا أقلق من أن الحصول على التوجيه، وأن الحصول
على تجارب تغير الحياة هو امتياز يفتقر إليه
الكثير من هؤلاء الطلاب لأن هذه
التجارب هي هامشية للغاية. المدارس
تستطيع تغيير كل هذا. المدارس والجامعات تستطيع أن تغير كل هذا من
خلال القيام بخطوة جريئة واحدة. أن يكون متاحا
لجميع طلابكم الحصول على
التوجيه والتجارب الغنية. من خلال جعل
ذلك جزءا من طلب انتساب كل طالب بالاطلاع على
التوجيه القوي والتجارب الغامرة. صمموا نظاما تعليميا يدمج السنوات
الدراسية والخبرة وشبكات المعارف والمجمتع. جميعها في منهاج واحد. لن يكلف هذا
بالضرورة كثيرا. فقط أعيدوا
بناء الأنظمة الموجودة كي تكون قابلة
للتطوير أبعد من الخدمات التقليدية التي تخدم القلة. لقد تمّ بناء
أنظمتنا تاريخيا في الكليات
والجامعات كي تخدم القلة
القليلة التي تبرز في المقدمة. علينا أن نكون صادقين بهذا الشأن. وأنتم
وأنا نعلم أنه إذا تقدّم كل شخص في حرم الجامعة كي يحصل على
خدمة لن نكون
قادرين على خدمتهم. كيف يكون هذا
شاملا؟. لحسن الحظ،
أنا بدأت أرى فعليا بعض التغييرات في الكليات والجامعات. ويحدث أنني انضممت إلى
إحداها مؤخرا. جامعة جون هوبكنز فعلت هذا، وتستثمر كليا
في جعل الفرص متساوية لجميع الطلاب. نحن نعيد
التفكير في كيفية تعلّم وإنجاز الطلاب. نحن نصمّم نموذجا جديدا بالكامل للتعليم
التكاملي، وأسلوب حياة يكون شاملاً للجميع. نحن بصدد إنشاء خطة طريق للجامعة تدمج
الفصول الدراسية بالتعليم والخبرات وشبكات المعارف. وبمساعدة العمل الخيري، نحن
في طريقنا إلى خلق تعليم وهدف حياة متاح للطلاب، بغض
النظر عن خلفيتهم الاجتماعية أو المادية. كما ترون، الإدماج ليس انتقاصا، والإنصاف
ليس إضافة علينا دمجهم
في أنظمتنا منذ البداية. فقط عندما
يحدث ذلك سيدرك الطلاب
الهدف الحقيقي من تعليمهم الجامعي. الأمر ليس فقط
لنيل وظيفة. سيتضح ذلك دون الحاجة لقوله. سيدركون أنهم موجودون
في أكبر محيط للإلهام في العالم. وسيقبلون على التعليم بجميع مصادره ومراجعه ليخلقوا
هدف حياة له معنى بالنسبة لهم، بغض النظر عن
خلفياتهم الاجتماعية أو المادية. لذا، لكلّ مدرسة أو مؤسسة تريد أن تكون متكاملة: هذا
هو الوقت المناسب. اجعلوا من فكرة تحقيق هدف الحياة لأفرادكم أمرا ممكنا، وليس
فقط للأقلية المحظوظة. ادمجوا التوجيه والخبرات التي تصنع تغييرا مع عملكم. ولكل
والد ومرشد، معلم وناصح: توقفوا عن
سؤال طلابكم حول ما عليهم أن يفعلوه في حياتهم. بدلا من ذلك اسألوهم: "ما
الذي ألهمكم مؤخرا؟". وبينما
تلاحظون البهجة والحماس تضيء وجوههم، اعلموا أنه
حان الوقت لتقدموا لهم الدعم. شجعوهم على المضي قدما، رغم عدم اليقين والمخاطر
التي تنطوي عليها الطريق. ولنا جميعا
أنا أسأل هذا: توقفوا عن
التأمل بهذا السؤال الفارغ: "ما الذي علي فعله في حياتي؟".
ابحثوا عن الإلهام بدلا من ذلك. انضموا لجمعية، انخرطوا في
تجربة تشبع فضولكم، اطلبوا من أحدهم أن يكون مرشدا لكم، وأعيروا انتباهكم لكل لحظة
إلهام. وعندما يحدث ذلك، اعلموا أن هذا
هو وقت اتخاذ قرار جريء وخطوة جريئة ربما ستغير
بقية حياتكم. وفي كل مرة
تشعرون بحاجة ملحة إلى خطة ما، تذكروا هذا: هدف الحياة لا يمكن أن يخطط له أو
التنبؤ به، بل تخرجونه من
مخبئه بمساعدة الموجهين والعقلية الصحيحة. لذلك، لأولئك من الذين لا يزالون يبحثون
عن هدف لحياتهم: توفقوا عن
البحث، عليكم صنعه بأنفسكم. لذا اخرجوا، اتبعوا فضولكم، وجرّبوا شيئا جديدا. اقبلوا
التحدي، ومرروه. هذا هو وقتكم الآن. اسعوا وراء
الإلهام، واتخذوا خطوة جريئة. شكرا لكم،
وحظا موفقا لكم جميعا. (تصفيق)
التعبيراتالتعبيرات
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.