السبت، 5 ديسمبر 2020

مقابلة الإرشاد والتوجيه (الحلقة الرابعة)

top

 مرحبا زملائي،،

مرّة أخرى نلتقي للحديث عن موضوع مقابلة الإرشاد والتوجيه أو بالأحرى (L’entretien de conseil et d’orientation) اللي حبيت نقدمهالكم في إطار حلقات، ونتمنى تكون مفيدة ليكم.




الحلقة الرّابعة:

بعدما تناولنا في الجزء الأوّل من قصة وتحليل المقابلة (Récit et analyse de l’entretien) في الحلقة الأولى والثانية والثالثة وتكلّمنا على سياق المقابلة، واستقبال الشخص وقيادة المقابلة، اليوم رايحين نحكيو على النقطة الثالثة اللّي هي تطوّر التبادلات (L’évolution des échanges) أثناء مقابلة الإرشاد والتوجيه، ومن بعد رايحين نمرّوا إلى الجزء الثاني ونتناولوا موضوع حوصلة المقابلة (Le bilan de l’entretien).

على بركة الله نبدأ،،

وأنا نطرح سؤال كالآتي على طالب التكوين:

"-درت تكوين مهني من قبل، وإلا لا؟". يقدر يجاوبني هذا الشخص اللّي يقابلني، ويقول: "عمري ما درت تكوين". هذا الجواب يخليني مباشرة نمد يدي لمطوية كنت صممتها، أو كنت قد استعنت بأحد لتصميمها، أو حصلت عليها من جهة رسمية، وهنا خليني نقول لك بللي هذا العمل يدخل في إطار نموذج هرم الاحتياجات من التوجيه (Modèle de la pyramide des besoins en orientations ) وهذا ضمن مستوى التدخل الأوّل، أي مستوى الاحتياجات العامة (Les besoins généraux)، وين يكون المستشار مستعد لتقديم المعلومات لطالب التكوين أو المتكوّن في مرحلة لاحقة (باللغة التقنية يسمى العميل Le client)، وفي هذا المستوى لازم يكون عند المستشار الأدوات (Les outils)، الدعائم الإعلامية (Les supports d’information)، والاستعداد للدّعم والمساندة (Le soutien).

وهنا خليوني نفتح قوس ونغلقه فيما يخص الدّعائم الإعلامية، ونقصد بها توفير الوثائق الخاصة بالشعب المهنية وتخصصات التكوين المهني (Documentation sur les filières de formation)، كمدوّنة الشّعب المهنية وتخصصات التكوين المهني، مصنّف الشّعب وتخصصات التعليم المهني، دليل المعابر في التكوين المهني، دليل التكوينات التأهيلية؛ وكذا الوثائق الخاصة بالمهن (Documentation sur les métiers)

ونعني بها البطاقات الوصفية لملامح التخصصات المهنية المدرّسة بالمؤسّسات العمومية للتكوين المهني (Fiches descriptives de profils des spécialités enseignées dans les établissements de formation professionnelle)، أمّا أدوات الإعلام (Les outils d’information) فنقصد بها توفرّ جهاز كمبيوتر متصل بالأنترنيت ومتاح لاستخدام طالب التكوين للوصول إلى موارد الويب، بالإضافة إلى المقابلات، الريبورتاجات والشهادات بمختلف الصيغ (مكتوبة، سمعية، بصرية)، صناعة المحتوى الإعلامي ونشره عبر الصحافة المكتوبة، على شبكة الأنترنيت، وغيرها: صناعة المحتوى السمعي، البصري... إلخ.

وهنا عندما يكون المستشار مُستعد ومتوفّر لتقديم خدمة الإعلام والتوجيه لطالب التكوين، يشعر هذا الاخير بالأمان والثقة، ويبدأ في التبادل (L’échange) مع المستشار، بمرور الوقت سيطرح طالب التكوين سؤالا واحدا أو عدّة أسئلة حول عروض التكوين، التخصصات المهنية، مستويات التأهيل، مدد التكوين، فرص العمل ومنافذه، أنماط وأجهزة التكوين، منح التكوين، الامتيازات التي من الممكن الحصول عليها كالإطعام، ومنحة التكوين أو شبه الأجر، وقد لا يسأل تماما، وهنا لازم عليك كمستشار أن توضح له كل هذا، وتساعده على التعرّف على عدد من المعلومات التي قد تقوده إلى اختيار وقرار واعي بشأن مستقبله ومشروعه المهني.

وفي هذه المرحلة، لازم نكونوا علابالنا بللي سيرورة مساعدة شخص على تطوير وقبول صورة متكاملة له ولدوره في عالم العمل وتقبلها، والتحقق منها في الواقع، وأن يعيشها بطريقة مرضية لكي تكون مفيدة للمجتمع أيضا كما قال دونالد سوبر D.Super. وبالتالي، إذا طرح الشخص اللي أمامنا سؤال من قبيل:

"أنا عندي مستوى السّنة الثانية ثانوي، والتّخصص اللّي راني حاب نديره يتطلّب مستوى السّنة الثالثة ثانوي"، هنا لازم تكون مستعد كمستشار لنصح طالب التكوين، وحثّه على التسجيل مثلا في إحدى المراكز الجهوية للديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد للحصول على المستوى المطلوب الذّي يسمح له بالالتحاق بالتخصص المهني المرغوب بعد سنة دراسية في التعليم العام تتوّج بالنجاح والحصول على شهادة المستوى (السنة الثالثة ثانوي)، وفي نفس الوقت، إذا كان طالب التكوين مستعدا لخوض تجربة تكوينية بالمؤسسة العمومية للتكوين المهني، من الممكن توجيهه للتسجيل في نمط التكوين الأوّلي التأهيلي للحصول على شهادة والتكيف مع الوسط التكويني، وقبل كل هذا تحقيق الذات ومساعدة طالب التكوين على الخروج من دائرة عدم القدرة على اتخاذ القرار المهني (L’indécision vocationnelle). 

خلال التبادلات بين المستشار وطالب التكوين رايحين نسمعوا بزاف كلمة "بصح"  (Mais)، وهنا لازم نكون كمستشار على علم بللي كلمة "بصح" تقدر تكون جاية من اعتقاد خاطئ (Une croyance erronée) مرتبط بعدم القدرة على اتخاذ القرار، وهنا لازم نقول لطالب التكوين ما يلي:

-كاين مجموعة من المهن تتقاسم عناصر مشتركة تقدر تستجيب لتطلعاتك.

-ما نقدروش نكونوا متيقنين 100% بلي رانا درنا الاختيار الأمثل لأنّ الاختيار المهني عبارة عن سيرورة ممتدة في الزمن.

-اختيار مهنة لازم يكون مرتبط بالشيء اللي نحبو نديروه، وما شي الشيء اللي حابينا الآخرين نديروه، وإلا الشيء اللي حابنا المجتمع نديروه.

-ما كانش مهنة نتاع الحياة كامل، بمعنى في السياق الاقتصادي الحالي لازم نكونوا مستعدين للتحوّلات المهنية اللاحقة في حياتنا المهنية لأن ما يصلح اليوم يقدر ما يصلحش لغدوة.

-لما نختاروا مهنة ماشي معناه لازم نحبوها بشغف وحماسة دون تفكير واقعي ومنطقي وواعي، وعلى هذا لازم نتجنبوا القرارات القهرية اللي تقودنا إلى اختيار غير ناضج وغير واعي، وهنا نعطي مثال: صاحبي اختار مهنة ولأنني نحب صاحبي لازم نخير نفس التخصص اللي اختاره باش نبقاو مع بعض طوال الوقت.

-نقدروا نغلطوا في اختيارنا، وهنا ما لازمش نعتقدوا أنها نهاية الحياة، عندنا فرصة إعادة الاختيار مرة أخرى، والاختيار برضا، ونضج ووعي، وبعد تفكير، ولا بد من التذكير بأنّه من الغباء المواصلة على طريق نحس، ونشعر ونعرف وندرك بأنّه طريق خاطئ.      شعارنا:

#نتعلموا_مع_بعض #ساعد_نفسك_باش_نقدر_نساعدك


التعبيراتالتعبيرات

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.