السبت، 5 ديسمبر 2020

مقابلة الإرشاد والتوجيه (الحلقة الثالثة)

top

 مرحبا زملائي،،

ما زالنا مع موضوع مقابلة الإرشاد والتوجيه أو بالأحرى (L’entretien de conseil et d’orientation) اللي حبيت نقدمهالكم في إطار حلقات، ونتمنى تكون مفيدة ليكم.




الحلقة الثالثة:

في الحلقة الأولى والثانية تكلمنا على سياق المقابلة، واستقبال الشخص، واحنا نتقدموا في الشرح لازم نعرفوا شيء مهم، هو: قيادة المقابلة (La conduite de l’entretien)، وهنا لازم نطرحوا سؤال أهم، هو: علاش قلنا قيادة المقابلة، وما قلناش تسيير المقابلة؟.

كيما تعرفوا، المقابلة هي وضعية تفاعل خاص بين شخصين، عندها سياق خاص، ولعبة نتاع علاقات انفعالية ووجدانية (Le jeu de relations émotives et affectives)، هذه اللعبة يكون فيها تطور للتبادلات (L’évolution des échanges)، اللي رايحين نحكيو عليه في الحلقة الرابعة، إن شاء الله.

طرحنا سؤال على قيادة المقابلة، وقلنا علاش لازم تكون قيادة وليس تسيير للمقابلة. نحاولوا نفهموا مع بعض.

المقابلة تكون بين شخصين، يعني إنسان يقابل إنسان، كائن حي بشري يقابل كائن حي بشري آخر، واحد فيهم يطلب المساعدة (المُسْتَشِيرُ) والآخر يقدّم المساعدة لمن يطلبها (المُسْتَشَارُ)1، الأوّل عليه فقط أن يساعد نفسه ليستطيع الثاني مساعدته، واش معناها هذي؟.

كيما قال سقراط: " لا تدع أحدًا يقنعك بأن تشفيه حتى يكون قد أعطاك نفسه لتشفيها، لأنّ الخطأ الكبير في معالجة أمراض الجسم هو عندما يفرق الطبيب بين الجسم والنفس".

إذن، لازم نعرف من يطلب ماذا؟ (Qui demande quoi ?)، بعدها لازم نعرف بللي المقابلة عندها غرض (L’objectif de l’entretien)، وواجب علي نحدد الغرض من المقابلة، هل هو تشخيصي، أو علاجي، أو بحثي أو توجيهي؟، وهذا يستند إلى المنهج اللّي نتبعو أنا بصفتي مستشار للتوجيه المهني (المنهج الوقائي، النمائي، العلاجي).

ثاني حاجة لازم نحدد كمستشار للتوجيه المهني النموذج النظري اللي ساهم في تكويني، وما زالني نستوحي منو التطبيقات في عملي (نظرية بارسونز، نظرية هولاند، نظرية باندورا، نظرية كرامبولتز، نظرية سوبر، نظرية وارتابا وا...إلخ)، كيما لازم علي نعرف الشخصية وسن الموضوع (Le sujet) اللي مقابلني، وأبعاد التفاعل خلال المقابلة. ولازم نعرف ثاني ندير تحليل الطلب (L’analyse de la demande)، ونعرف أصل الطلب (L’origine de la demande)، وين لازم نعرف منين جاني –كمستشار- الطلب بالتحديد (من عند المتكوّن ذاته، أو من عند زملائه المتكونين، أو الأستاذ، الوالدين، المساعد التقني والبيداغوجي، المراقب العام، رئيس المصلحة، المدير الفرعي، المدير...)، وهكذا.

هذا كله، عنده علاقة بما يسمّى الحاجة (Le besoin) والطلب (La demande)، ورايحين نتناولوه في حلقة وحده، إن شاء الله.

مازال حاجة أخرى، مهدرناش عليها، هي: الوقت وظروف المقابلة، ونقصد بالوقت: هل هي المقابلة الأولى، الثانية، الثالثة... إلخ؟، أما ظروف المقابلة فأقصد بها: هل هي مقابلة بعد إحالة خارجية، أي إلى طبيب أو نفساني عيادي للصحة العمومية، أو طبيب عمل، وهل هي مقابلة بعد إحالة مؤقتة أو كاملة؟، وهل هي مقابلة داخل مكتب الاستقبال، الإعلام والتوجيه، أو مكتب آخر؟.

كلّ هذا الكلام، أعلاه نسميوه العوامل اللي نعتمدو عليها في طريقة قيادة المقابلة، ومن خلالها قدرنا نعرفه، لماذا نقولو قيادة وليس تسيير. المستشار يقود المقابلة لأنه يقابلو شخص فريد في نوعه (Un cas unique) مختلف على أي إنسان آخر في مختلف جوانبه: السّلوكية، المعرفية، الانفعالية والوجدانية، وكاين بينه وبين الآخرين فوارق فردية، وتقدر تكون شدة ومدّة معاناته مختلفة عن أيّ شخص آخر، وحتى صعوباته التعلّمية تقدر تكون مختلفة تماما عن أي إنسان آخر، حتى لو أنه هذاك الشخص قرينه، يعني نتيجه في العمر أو حتى قدو في الوزن والطول، أو حتى إن كان يسكن معاه في نفس الحي وينتميو إلى نفس الجماعة الإثنية أو الدينية.

لماذا قيادة المقابلة؟، لأننا أمام مسارات مختلفة، وسنتدخل كمستشارين مع بنية شخصيات وحالات تستدعي منا التعامل معها بحضور وتوفّر ووعي وإدراك، وقدرة على التعامل والتفاعل معها، وهذا يحتاج تدريب سابق، ومهارات كبيرة وإتقان من المستشار حتى يقود المقابلة بنجاح إلى برّ الأمان في مسارات ومضامير (Des circuits) تعرف بتنوّع أرضياتها (مثل تنوّع أرضيات ملاعب كرة المضرب Le tennis-ملاعب عشبية، ملاعب ذات أرضية صلبة، ملاعب ترابية-، أو كتنوّع مضامير سباق سيارات الفومولا La Formule 1).

على المستشار ألا يحتكر الإنصات (L’écoute) أو الحقل الوجداني (Le champ affectif)، من خلال تحكّمه في طريقة الراءات الأربع (La méthode des 4 R) اللي جاء بيها Charly Cungi واللي تقترب من مقابلة الدافعية، وهي:

1-إعادة السياق (Recontextualiser): من المهم أننا نقومو بهذا دائما من منطلق تجربة طالب التكوين أو المتكوّن اللّي يقابلنا، وين لازم نفهمه طلبه في إطار سياقه الأصلي. لما يعبر طالب التكوين أو المتكوّن عن طلبه بطريقة فيها ضبابية، لازم نبحثوا كيفاش نخصصوا كلامه، ونطرحه أسئلة مفتوحة، مثل: كنت مديقوتي، وحبيت ادير تكوين، علاش مدرتش؟.

2-إعادة الصياغة (Reformuler): هذا أمر مهم جدا يبين لينا وين رانا، وكيف فسرنا واش قال طالب التكوين أو المتكوّن، مثل إعادة طرح السؤال بهذه الطريقة: حبيت ادير تكوين، ومقدرتش تروح للمركز، على خاطر كنت خايف تخسر خدمتك في المخبزة، صح؟. 

3-التلخيص (Résumer): ونعني به، إعادة صياغة أوسع للشيء اللي قمنا به كمستشارين مع الأشخاص اللي نقابلوهم، سواء كانوا طالبي تكوين أو متكونين في المؤسسات التكوينية، مثل التلخيص في بداية مقابلة جديدة سبقتها مقابلة أولى، أو التلخيص عند نهاية المقابلة، وتلخيص ما تمت معالجته في أثناء المقابلة، أو التلخيص الوظيفي، ويعني أننا نقومو بتلخيص أثناء المقابلة لاستعراض الحالة الراهنة، والتقدم في المقابلة (Faire un état des lieux).   

4-التعزيز (Renforcer): التعزيز الفعّال يزيد من احتمالات حدوث السلوك المرغوب، مثل: أننا نقول لطالب التكوين في مقابلة الإرشاد والتوجيه الأولى: يعطيك الصحة، عندك مشروع مهني رايح يخليني نساعدك طوال مدة التكوين عندنا في المؤسسة، أو أنك تقول للمتكوّن مثلا: ما كنتش علابالي بللي أنت تعرف هذا الأمور كامل، لازم تعاون صحابك باش يوليو كيما أنت.

وهكذا رانا وصلنا لنهاية حلقة اليوم، نتمنى أنها كانت مفيدة، وإلى لقاء قريب بإذن الله مع حلقة أخرى، نتناولو فيها تطوّر التبادلات.

شعارنا: 

#نتعلموا_مع_بعض #ساعد_نفسك_باش_نقدر_نساعدك


التعبيراتالتعبيرات

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.