الأحد، 20 أكتوبر 2013

التّوجيه المهني

top

التّوجيه المهني

L’orientation professionnelle

ترجمة بتصرّف شديد : أحمد بلقمري


يسمّى أيضا التوجيه المدرسي و المهني، و هو خدمة مقترحة للأشخاص(المتمدرسون أو في الحياة العملية)، و الذّين يرغبون في الاستشارة في مسار توجيهم و إعادة توجيهم.

أهداف التّوجيه المهني:

الهدف من كلّ مرافقة للتّوجيه هو تحديد مشروع دراسة أو مشروع مهني. المساعدة على التوجيه تسمح ببناء مشروع مدرسي و مهني بالنّظر إلى تجارب الفرد، اهتماماته الشّخصية و المهنية، دافعيّته، و قدراته العقلية. مستشارو التوجيه يستندون عادة على استخدام الاختبارات السّيكوتقنية(Les tests psychotechniques) واستبيانات التّقييم(Les questionnaires d’évaluation).

ما هو التّوجيه المهني؟

تعريف التّوجيه المهني تطوّر كثيرا خلال القرن العشرين بالنّظر إلى السّياق الاجتماعي والاقتصادي.

وهكذا، في سنة 1922 كنّا نتحدّث عن " الانقسام الذّكي لدى الشّباب بين الحرف و المهن أكثر من أيّ شيء آخر"(قاموس لاروس الكبير). في سنة 1943، تناول التعريف المقدّم من طرف مديريّة مراكز التّوجيه المهني ثلاثة أبعاد: توزيع اليد العاملة اليافعة، الإنتاجية و قيميّة الفرد. بعدها في سنة 1948، نفس التنظيم وقف على مسافة من هذا التعريف و أشار إلى " أنّ الهدف من التوجيه المهني هو وضع الطّفل عندما يحين الوقت بالنسبة له أمام قرار الاختيار المهني، بالتّدقيق أمام استعداداته و متطلّبات المهنة التي هو في حاجة إلى اتخاذ قرار منطقي بشأنها. الطّفل يصبح إذن فاعلا رئيسيّا في مصيره الخاص.

اليوم، التعريف الأوربي للتوجيه المهني هو كالتالي: مسار متواصل لمساعدة الأشخاص مدى الحياة بهدف إعداد ووضع حيّز التنفيذ مشاريعهم الشّخصية و المهنية، و ذلك بتوضيح آمالهم و قدراتهم و تقديم الاستشارة لهم بخصوص واقع العمل، تطوّر الحرف و المهن، سوق الشّغل، الواقع الاقتصادي و عروض التّكوين(1994).

نلاحظ إذن أنّ مفاهيم كثيرة برزت: التّوجيه مدى الحياة، المشروع المهني، السّياق الاقتصادي و التكوين. الشّخص تتم مرافقته في تفكيره، و كذلك في مساره الاستبطاني، كما في القابلية لتطبيق مشروعه بالنّظر لمتطلّبات البيئة الحالية.

التّوجيه المهني للتلاميذ:

كلّ سنة، أكثر من مليوني تلميذ في الكوليج و الثانويات يكونون مدعوين للقيام باختيار مهني. هذا الاختيار يكون في نهاية السّنة الثالثة، الثانوية العامّة، و النّهائي لشهادة التعليم المهني و النهائي العام، التقني أو المهني. عدّة دراسات أظهرت أنّه من الصّعب استدراك توجيه سيّء.  من ناتج الثالثة، 60%  من التلاميذ يوجّهون نحو الثانوية العامة أو التكنولوجية، 40 %  من التلاميذ نحو المسار المهني. على الرّغم من وجود المعابر بين الاثنين، فقط 4 % من التلاميذ يعاد توجيههم خلال مسارهم الدّراسي.

إعادة التّوجيه صعبة لأنّ المسارات لم يتمّ تكييفها و تطويرها.(عن"التوجيه المدرسي"، المجلس الأعلى للتربية، 2008). من المهم إذن في كلّ مرحلة القيام باختيارات جيّدة للتّوجيه.

كشف التّوجيه (Le bilan d’orientation)هو في الغالب موصى به بهدف التّصديق على مشروع الدّراسات بالنظر إلى خاصيّات التلميذ.

التوجيه المهني النّاجح يجب أن يسمح لكلّ شاب بالاستغلال الأفضل لطاقاته الكامنة و الاندماج في سوق العمل.

التّوجيه المهني للطّلبة:

قرابة 90 % من الناجحين الجدد في البكالوريا يتبعون الدّراسات بعد حصولهم على الشّهادة. فرنسا أحصت إلى الآن أكثر من 2 مليون طالب، منهم حوالي الرّبع في جزيرة فرنسا(و أكثر من 10 % في باريس). من بين هؤلاء الطّلبة 50 % يواجهون تكوين بكالوريا + 5 سنوات أو ما وراء ذلك.

في الجامعة، نسبة الفشل في السّنة الأولى هامة جدّا: أقلّ من 50  % من الطّلبة يعبرون إلى السنة الثانية، 30 % يعيدون السّنة، 16 % يعاد توجيههم و 6 % يتوقّفون عن الدّراسة. حجم الفشل متغيّر جدّا حسب الشّعب: 60 % من الأدبيين يعبرون إلى السنة الثانية، مقابل 15 % فقط من طلبة الطّب.

هكذا، قرابة 90000 شاب كلّ سنة يخرجون دون شهادة من التعليم العالي. عدّة دراسات أشارات إلى أنّ التخلّي (L’abandon) مرتبط بعوامل فرديّة(مسار شخصي، مشروع تكوين)، و مشاريع تنظيمية(بيداغوجيا، تأطير، وصول إلى المعلومة و التّوجيه).

هذه الدّراسات أوصت بالتّوجيه النّشط و إعادة التّوجيه طيلة السّنة من أجل إنقاص العدد المُرتفع للشّباب القادم من النظام التربوي دون شهادة و دون كفاءات خاصة للتقرّب و القبول من طرف مستخدم.

عندما يبدأ الطّالب في الشّعور بنقص في الدّافعية، و عندما تقلّ مواظبته على الدّروس و تسجيل حُضوره، من المهمّ أن نضع النقاط إزاء مواجهة حالة إعادة توجيه.

التوجيه المهني للرّاشدين

نموّ النّشاط الاقتصادي للمجتمع الفرنسي فسّرت أهميّة نموّ التّوجيه مدى الحياة. منذ أكثر من 30 سنة، غيّرت التطوّرات المتلاحقة لسوق العمل مفهوم المسار المهني (La carrière professionnelle). هذا الأمر لم يعد معمولا به في وسط نفس المؤسسة التّي عرفت نموّا أفقيّا. المشروع المهني لا يبنى فقط وسط المؤسسة بالعمل دون قابلية للاستخدام لكن أيضا خارج المؤسسة بجذب أفضل الفرص.

هذا التطوّر لوظيفة مؤسّساتنا و تسيير مواردنا البشريّة وضعت كلّ واحد كفاعل و متّخذ قرار بشأن مهنته الخاصّة. اليوم، 60 % من الأجراء يرغبون في معرفة حركيّة مهنيّة(Une mobilité professionnelle) كلّ سنتين. (عن مجلس التّوجيه من أجل الشّغل). يجب عليهم إذن العمل على بناء إستراتيجيتهم الخاصّة للتطوّر المهني(مهما كان مكانها سواء داخل أو خارج المؤسسة).

في وجهة النّظر هذه، من المهمّ الرّجوع إلى الخلف لضبط الرّؤية حول الوظيفة و القيام بوضع النّقطة على المهارات و الدّوافع. في أيّامنا هذه، بات من الأفضل الاستباق و التّحضير الأفضل للتطوّر المهني القادم سواء كان مختارا أو مفرُوضا.

توجد تنظيمات عديدة تسمح للأجراء و طالبي العمل ببناء مشروعهم المهني؛ بمقدورهم هكذا تحقيق كشف للمؤهلات. تمويل هذا الكشف يكون على عاتق المؤسسة، قطب الشّغل(بالنّسبة لطالبي العمل)، أو عن طريق التمويل الذّاتي. 


انظر: http://www.orientation-carriere.com/orientation_professionnelle.html#sthash.FNvYovDE.dpuf


التعبيراتالتعبيرات

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.