أزمنة و أوقات متغيرة
بقلم (ديفيد ويليامز)
تحمل برامج شهادة الماجستير
في إدارة الأعمال معها فائدتين في أوقات التراجع الاقتصادي. فهي تزود الخريجين
بفرصة لتفادي أسوء الأمور التي قد تطرأ على سوق العمل في الوقت الذي تمنحهم مهارات
جديدة تزوّدهم بأفضلية كبيرة في فترة الانتعاش الاقتصادي القادمة. ولكن الأمور
مختلفة جدا هذه المرة حيث أصبحت الفوائد ثالثة.
ترك هذا التراجع الاقتصادي
أثرا عميقا جدا مما غير بشكل كبير التصرفات اتجاه مسائل أساسية مثل مواضيع
المسؤولية الاجتماعية للشركة والاستدامة بالإضافة إلى الأثر الواضح الذي تركته على
العلاقة بين الشركات والحكومة. ويمنح حصول المرء على شهادة الماجستير في إدارة
الأعمال الأفضلية الهائلة لصاحبها في هذه الأوقات الحرجة بسب منحها له فائدة فكرية
تمكنه من لعب دور في عملية إعادة تشكيل لمسار حركة الأعمال بعد هذه الأزمة.
التحفيز
قال (روجر جينكنز)
عميد كلية Farmer لإدارة الأعمال في
جامعة Miami "لقد عملت كبروفيسور
وعميد جامعي لمدة 30 سنة. وبحسب رأي الشخصي لم أر وقتا ملائما أكثر من الآن للالتحاق
ببرنامج لدراسة الماجستير في إدارة الأعمال أو للحصول على هذه الشهادة. لم تكن
محاضرات المواد الخاصة بشهادة الماجستير في إدارة الأعمال عبقة بالحيوية مثل الآن
وهذا بفضل التخلص من المناهج التدريسية التقليدية. فتستطيع الآن الاعتماد على
مجلات اقتصادية مثل the Wall Street
Journal و the Financial
Times التي توفر لك قضايا دراسية حقيقية تحدث الآن من حولنا. لم يحظ أساتذة إدارة
الأعمال بوقت ممتع مثل هذا طيلة حياتهم".
وافق الدكتور (روب
سترو) نائب المدير لكلية إدارة الأعمال التنفيذية في جامعة
St. Gallen لإدارة الأعمال التنفيذية قائلا: "إنها بالفعل بيئة محفزة جدا هي تلك
التي نشهدها خلال هذه الفترة، حيث تصبح قريبا جدا من حالة عدم الاستقرار السائدة
في السوق لأنك تعمل بشكل مباشر مع أشخاص تأثروا بشكل فعلي بالأزمة لكنك أنت لم
تتأثر بها شخصيا."
قال (بينيت بي) طالب
ماجستير في إدارة الأعمال في كلية إدارة الأعمال في جامعة
Dartmouth معلقا على الوضع الحالي:
"إنّي أعشق هذه الحالة الاقتصادية. لأنني أرى وزملائي الطلبة في هذا التراجع
فرصة مميزة وعظيمة. إذ نستطيع تقييم وضع الولايات المتحدة الأمريكية و وضع الاقتصاد
العالمي. و بدلا من الاكتفاء بإحداث تغييرات صغيرة نستطيع إجراء تغييرات ثورية طويلة
الأمد. و كوننا طلاب نرتاد جامعة من أفضل الجامعات يمنحنا ذلك فرصة مميزة للمساعدة
في حل المشاكل السّائدة الآن".
المسؤولية الاجتماعية/الاستدامة
وربما تعد أكثر
المجالات التي تشهد تغييرات فكرية هائلة في هذه الفترة من الزمن تطال مفهوم الاستدامة
وتوسعه ليشمل استدامة الشّركة ذاتها. ناقش (بيتير رافرتي) رئيس كلية الإدارة
الدولية في جامعة Vlerick Leuven
Gent قائلا : " يقوم الأشخاص القيمين على إدارة برامج الماجستير في إدارة
الأعمال الآن على إعادة تصميم البرامج الدراسية لتحضير الناس لكافة الأمور المتعلقة
بالقرارات التجارية. حيث أننا بحاجة لتوسيع نطاق المسؤولية الاجتماعية لتشمل
تأثيرات القرارات التجارية الطويلة الأمد على المجتمعات كما علينا تعليم طلبة
الماجستير في إدارة الأعمال بشكل مختلف كي لا تنحسر اهتماماتهم بموضوع الربحية أو
الاستدامة الطويلة الأمد للشركة التي يعملون فيها فقط".
"وقد باشرت جامعة Vlerick بأخذ خطوات لضمان تشكيل وعي جديد يكتسبه
طلبة الماجستير أثناء دراستهم. و ابتداء من دفعة شهر أيلول 2009، سيعمل الطلبة على
مشروع يسعى لتحديد تأثير الشركات أو بعض المجالات المهنية على البيئة أو المجتمع.
و سيقوم الطلبة بدراسة النشاطات وتبعات القرارات التي يتخذها المدراء وبتصميم
أدوات تسمح لهم بقياس و تقييم سير العمل باتجاه تحقيق الأهداف المرجوة. و لو كانت
هذه الأدوات متوفرة في القطاع المصرفي لما كنا قد دخلنا في مثل هذه الأزمة الاقتصادية
أصلا".
وأشارت (كاميل
نوترمانز) من جامعة Nyenrode Business إلى أنّه "وبكل
بساطة، لم يعد موضوع البيئة مطروحا في جداول الأعمال. فتتمحور الأفكار والأمور
كافة حول فكرة استمرارية الشركة بفضل إنشائها على أساسات متينة وآخذة في عين
الاعتبار حقوق المساهمين من موظفين وشركاء محترفين وصولا إلى موضوع البيئة".
بينت (باتريس هودير)
عميدة البرامج الأكاديمية في كلية إدارة الأعمال في جامعة
EMLYON أنّ: "هذه السنة ولأول مرة، أصبح لدينا
طلبة يطالبون بإضافة ساعات إضافية إلى البرامج الدراسية تخص تلك الجوانب. ويظهر
ذلك مدى وعيهم إزاء تلك المسائل المهمة جدا والتي تتخطى قيمتها مجرد العلاقات
العامة. لا يزال هناك أشخاص عنيدون بحكم رغبتهم بالحصول على أفضل عائد من استثماراتهم
في الدراسة لكنهم يؤمنون أنهم قادرون على التأسيس لمستقبل بمسؤولية عالية يكون
قابل للاستدامة على المدى البعيد".
حوكمة الشّركات
قد يكون الموضوع
الثاني الأساسي في حلقة النقاش التي يشارك فيها طلبة ماجستير إدارة الأعمال هو
الأسلوب الذي ستدار به الشّركات وتنظم في المستقبل. وقال (ديفيد ويلسون) بروفيسور
مادّة التنظيم والإستراتيجيات في كلية إدارة الأعمال في جامعة Warwick University:
" كانت كليات إدارة الأعمال تبحث منذ زمن في أهمية حوكمة الشّركات وفي نقاط
ضعف النظام السائد. لقد كنا نبحث في فاعلية المجلس على سبيل المثال، حيث كنا ندرس
تنظيمه وعملياته كما بحثنا في علاقة المجلس بمدراء الإدارة العليا في الشركة. ولكن
بفضل التراجع الاقتصادي ظهرت لنا نقاط ضعف النظام بوضوح شديد. أهم فائدة يمكن للمرء
الذي يدرس في مجال الأعمال اكتسابها تكون عبر المشاركة في النقاش حول تشكيل نظام
الحكومة في المستقبل".
ووافق العميد
(جنكينز) في جامعة Miami Farmer على ما سبق بقوله:
"ما من شكّ حول أن فهم دور الحكومة والتمكن من التعامل معها سيمثل مجموعة من
المهارات التي من الضروري اكتسابها خلال السّنوات الأربع القادمة أو أكثر".
سلوكيات جديدة تجاه
التمويل
إنّ الأمر الأساسي
الأخير التي سيكتسبها طلبة الماجستير في إدارة الأعمال هي السلوكيات الجديدة تجاه
التمويل المالي. وقال (ديفيد ويلسون) من جامعة Warwick:"يكون
لدى الناس اعتقاد خاطئ عند دخولهم كلية إدارة الأعمال، إذ يظنون أنهم سيتعلمون
الأمور الرّياضية بشكل أفضل. ولكن لم تعد كليات إدارة الأعمال تهتم فقط بالرياضيات
التطبيقية. فإحدى الأمور التي بدأنا بدراستها منذ فترة هي السّلوكية المالية التي
تحاول تفسير تصرفات الأسواق والناس، مثلا نبحث في تأثير إشاعة ما على وضع مسألة
معينة والطريقة التي يتصرّف بها المجتمع. باتت كلية إدارة الأعمال تركز بشكل كبير
على هذا المجال الذي بات يحظى بالكثير من الاهتمام خاصة بعد كشف سلوكيات عدة ظهرت
بعد الأزمة. وسيكون خريجو هذا الجيل هم أول من سيدخل مفهوم السلوكية المالية إلى
العالم".
المصدر: topmba.com
This article and all other
intellectual property on Bayt.com is the property of Bayt.com. Reproduction of this
article in any form is only permissible with written permission from Bayt.com.
التعبيراتالتعبيرات
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.