الخميس، 30 يناير 2014

تطوّر المهن و نشأة التّكوين المهني في رأس الوادي

top



تطوّر المهن و نشأة التّكوين المهني في رأس الوادي
مدينة رأس الوادي في الفترة الكولونيالية
مدينة رأس الوادي حاليا أو تامالولا Thamallula في الحقبة الرومانية 200 سنة قبل الميلاد أو توكفيل Tocqueville  أثناء الحقبة الكولونيالية لطالما كانت مركزا لتجمّع البشر، فالأراضي الخصبة كانت و لا تزال قبلة للسّكان، و طريقا تمرّ بها القبائل.
لن نتحدّث عن تاريخ رأس الوادي في العهد المغربي القديم، و لا في غابر العصور إنّما سيتركّز الحديث حول نشأة و تطوّر التّكوين المهني في منطقة رأس الوادي، و البداية دون شكّ سترتبط بالعهد الاستعماري أين نشأت مدينة توكفيل  Tocqueville كمركز سكنيّ للكولون، و ما تبع ذلك من إنشاء مرافق حيويّة منها العناية بالصناعة و تكوين اليد العاملة المؤهلة.
في 23 جانفي 1883 بعث الجنرال سوسييه Saussier  قائد الفرقة المسلحة 19 إلى الحاكم العام للجزائر رسالة يخبره فيها أنّ الوضعية النّقدية للصّناعة الخيلية في الجزائر (l’industrie chevaline  ) تتطلّب الخلق المتواصل لمستودعات تربية الحيوانات الدّاجنة في المستعمرة. ولم يكن في ذلك الوقت أفضل من الأملاك العامة لرأس الوادي لتصلح مكانا للتغذية، قريبا من برج بوعريريج و على مقربة من طريق كبير و سكة حديدية.
عام 1895 بدأت القرية تعمر، و اسم توكفيل  Tocqueville صار اسما بديلا لرأس الوادي.
سنة 1901 بلغ عدد سكان رأس الوادي أو توكفيل حوالي أربعمائة نسمة، و قد أسند العمل للأهالي فاشتغلوا بالزراعة المتقنة، و تربية الحيوانات الدّاجنة، و قد سمح ذلك بتحسين المستوى المعيشي للكولون، دون أن ينعكس ذلك على الأهالي الذّين كانوا يعتبرون بمثابة اليد العاملة الرّخيصة من أجل رفاهية الغير.
سنة 1911 ميلاد مؤسسة فوسفات مزيتة Entreprise Phosphates M’zaita  التّي أعلنت استغلالها لحوالي 1856 هكتار تقع بجبل مزيتة في استخراج الفوسفات و معالجته، كان ذلك إعلانا لميلاد تكوين و تشغيل اليد العاملة المنجميّة. بعد ذلك و في ظرف عشر سنوات فقط تمّ استخراج و تصدير أكثر من 374 ألف طن بفضل التربينة أو الأداة الدوّارة العملاقة لتحويل قوّة الهواء، كان التّصدير باتّجاه فرنسا، بلجيكا، ألمانيا و سويسرا.
سنة 1911 صدرت مذكّرة إدارية تعلن توكفيل بلدية مختلطة تضمّ أيضا تكستار الواقعة على بعد 14 كم. بمرور الوقت ازدهرت القرية، حيث عرفت السّوق الأسبوعي الثلاثاء من كلّ يوم، كما عرفت المهن المختلفة حيث كان من الكولون و الأهالي بدرجة أقلّ المزارعين و مربّي المواشي و الجزارين وتجّار العقاقير والنجّارين والمقاولين و النّاقلين وعاملي المناجم المستغلين للفوسفات، و غيرها من المهن المختلفة.
في حدود سنة 1940 صارت المنطقة تضمّ عددا مهمّا من السّكان و صل إلى أكثر من 5000 نسمة يمثل الأهالي منهم حوالي الثلثين، فيما لم يكن الأوربيّين يمثّلون نسبة كثيرة، من بين هؤلاء اشتهر الحرفيّون المشتغلون بالنّسيج(البرنوس، الأغطية)، و صناعة الأحذية الخاصّة بالأهالي، كما تطوّر التّعليم المهني أين تمّ تكوين ميكانيكيين في تصليح المركبات، و الخراطين و الحدّادين و البنّائين.
سنة 1947 تمّ ربط المركز المنجمي لبئر حمّودي بتوكفيل(رأس الوادي حاليا)، وصلت قدرته الإنتاجية إلى أرقام هائلة، و بلغ عدد العاملين به إلى 4500 عامل بين الأوربيين والأهالي، بأجر شهري بلغ 5 ملايين فرنك فرنسي. في هذه الفترة بالتّحديد تمّ إدخال الكهرباء للقرية، كما تمّ تزويد التجمّعات السّكنية في توكفيل مركز و بئر حمّودي و طوملة بالكهرباء.
بعد الاستقلال، و بتاريخ الفاتح من ربيع الأوّل 1405 هجرية الموافق ل 24 نوفمبر سنة 1986 صدر المرسوم التنفيذي رقم 84-355 المحدّد لقائمة مراكز التكوين المهني والتّمهين، و التّي كان من بينها مركز التّكوين المهني و التّمهين- رأس الوادي، و بذلك صار بإمكان أبناء رأس الوادي متابعة تكوين مهني في مختلف الاختصاصات و أنماط التّكوين، و كان نتيجة ذلك تخريج أكثر من 6000 فرد مكوّن في عديد التخّصصات المهنية.


التعبيراتالتعبيرات

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.