الأحد، 2 فبراير 2014

ملاحظات مهمّة في عمل مستشار التّوجيه المهني

top



ملاحظات مهمّة في عمل مستشار التّوجيه المهني

 أحمد بلقمري بتصرّف.. عن فيرونيك بيشو
Véronique PUCHOT


يحدث أن تكون لدينا نظرة مسبقة عن المتكوّنين الذّين قابلناهم، و الذّين قضينا معهم بعض السّاعات، والذّين نطبّق عليهم الاختبارات السّيكومترية لتقييم مستوى عجزهم الذّهني، ولمعرفة نقاط قوّتهم و ضعفهم. انطلاقا من هذا إذا قدّرنا بأنّنا بحاجة لفهم جيّد للمتكوّن؛ فعلينا الاتّجاه إلى الأساتذة المكوّنين وذلك لتزويدهم بأدوات بيداغوجية (Outils pédagogiques)قصد المساعدة على تكييف التّكوين مع صعوبات المتكوّن، و تحديد ما هو قادر على فعله في الصّف أو الورشة، كما علينا مقابلة الأولياء لإعطائهم نصائح على المستوى التعليمي؛ و كذا من أجل طلب كفالة طبّ عقلية طفلية pédopsychiatrique، أو طلب كفالة أرطفونية.


أحيانا تحدُث معجزة..

من خلال حصّة أو عدّة حصص مع مستشار التّوجيه المهني، لا ندري أحيانا لماذا نسجّل أثرا سحريا بحيث يحقق المتكوّن تطوّرا ملحوظا. فإذا أعطينا بعض تقدير الذّات للمتكوّن، تعرّفنا على كائن حيّ خاص، لديه أشياء لقولها، و هذه المرحلة تسمح بعودة ثقة المتكوّن بنفسه، و الدّخول في عملية التّعلّم.

يجب أن نعلم أنّ المتكوّنين الذّين نعمل معهم هم أولئك الذّين يبدون صعوبات تعلّمية أكثر من الآخرين، ليست فقط صعوبات متعلّقة بتقدير الذّات؛ و إنّما صعوبات ثقافية، اجتماعية، اقتصادية تعاني منها عائلاتهم، و التي قد لا تكون موجودة عند مزاولتهم للتّكوين. أحيانا، لا يكون عملنا كافيا؛ لأنه يجب إعادة بناء كلّ المجتمع، كلّ ما ينتظره الأولياء بخصوص مساعدة أبنائهم ليكونوا مسرورين، سعداء، وأكثر استعدادا لما ننتظره منهم كمتكوّنين في وسط تكويني.

لماذا أتعلّم؟، لماذا أعمل؟..

ينبغي أن نحاول فهم، و إعطاء أجوبة لأسئلة من قبيل: لماذا لا يتعلّم المتكوّن؟. لن يكون ذلك إلاّ بإعطاء معنى لمّا يتعلّمه المتكوّن(Il faut donner un sens). مثلا، قد نعمل مع متكوّن لا يتعلّم، على الرّغم من قدرته على التعلّم، على اعتبار أنّه لا يبدي أيّ عجز ذهني. فهو يعتبر بأنّه لا معنى لأن يكون كبيرا، فهو لا يريد أن يكبر لأنّه سيمضي حياته مع أبيه. كما أنّه لا يرى داعيا لأن يتعلّم أو يتكوّن أو يعمل في المستقبل، لأنّ أباه تربّى في حضن عائلة تعتني به، و هو سيفعل نفس الشّيء.

علينا إذن إعداد المتكوّن في هذه الحالة حتّى تكون لديه لذّة التعلّم، و الكبر في آن واحد. لهذا يكون عملنا صعبا أحيانا؛ لأنّه ينبغي علينا وصل الاجتماعي بالنّفسي.

احذروا، فقدان الذّاكرة (Perte de mémoire)..

قد لا نصل أحيانا إلى فهم المتكوّنين الذّين يهيّئون ذاكرتهم لشيء ما. هل يعني هذا أنّ كلّ المتكوّنين يعانون من اضطرابات على مستوى الذّاكرة؟، هل هو أمر نفسي؟، لماذا توجد الذّكريات؟، ما الذي يجب أن نفعله بهذه الذّكريات؟، لماذا نتعلّم؟، ما الذّي نقدّمه لكائن حتّى يتذكّر أو يضع أشياء في ذاكرته؟، هل هو إعادة استثمار من طرف المتكوّنين لأشياء لا يعلمون ما الذي يفعلونه بها؟. قد يكون ذلك بسبب غياب الإثارات عندما كانوا صغارا، و بهذا لم تتطوّر ذاكرتهم كما يجب.

ينبغي في هذه الحالة العودة إلى التّاريخ التطوّري للأفراد(Il faut retourner vers l’anamnèse des individus)، وبذلك سنحلّ شيفرة الذّاكرة و أسباب اعتقاد المتكوّنين بالإيجاب أو السّلب.

* أخصائيّة نفسانية مدرسية بكان (Caen)، المصدر: www.lespectateur.fr، جانفي 2011
                


التعبيراتالتعبيرات

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.